للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

إذا المرءُ أَولاك الهَوانَ فأَولهِ ... هَواناً وإن كانت قريباً أواصِرُهْ

فإن أنتَ لم تقدِر على أن تُهينَهُ ... فذَرهُ إلى اليوم الذي أنت قادِرُهْ

وأتى في البيت بعده: " وادرك بالوغم الذي لا أُحاضره " بالحاء المهملة؛ وإنما هو: " لا أخاضره " بالخاء معجمة، أي لا أبطله، من قولهم: ذهب دم فلان خضراً مضراً وخضِراً مضِراً، أي باطلا؛ وقد فسَّره أبو علي - رحمه الله - في باب الإتباع.

* * * وفي " ص ٢٣٣ س ٢٣ " ذكر أبو علي - رحمه الله - عن أبي بكر بن دريد - رحمه الله - عن رجاله قال: قيل للفرزدق: إن هاهنا أعرابياً قريبا منك يُنشد الشعر، فقال: إن هذا لفائق أو حائن، فأتاه فقال: ممن الرجل؟ فقال: من فقعس، قال: كيف تركت القنان؟ قال يساير لصاف: قال أبو علي - رحمه الله -: فقلت: ما أراد الفرزدق والفقعسي؟ قال: أراد الفرزدق قول الشاعر:

ضَمِنَ القَنانُ لِفَقْعَسٍ سَوْءَاتها ... إنّ القَنانَ بَفْقَعسٍ لَمُعَمَّرُ

قلت: فما أراد افقعسي بقوله: يساير لصاف؟ قال: أراد قول الشاعر:

وإذا تَسُرُّك مِن تَميم خَصْلَةٌ ... فَلَما يَسُوءُكَ من تَميم أَكْثَرُ

قد كنتُ أَحْسَبُهم أُسودَ خَفِيَّةٍ ... فإذا لَصَافِ تَبِيضُ فيها الحُمَّرُ

أَكَلَتْ أُسَيْدٌ والهُجَيمُ ودَارِمٌ ... أَيْرَ الحِمارِ وخُصْيَتَيْهِ العَنْبَرُ

ذَهَبَتْ فَشِيشَةُ بالأَبَاعِرِ حَوْلها ... سَرَقاً فَصُبَّ على فَشِيشةَ أَبْجَرُ

قد أحال أبو علي - رحمه الله - الرواية في بعض الخبر وفي بيت من الشعر.

<<  <   >  >>