فلو كان الذي قبله كما أنشده أبو علي - رحمه الله - لكان هذا من الإيطاء على أحد القولين. ومعنى خواضع في هذا البيت: ذُقن، والذَّقون: التي تهوى برأسها إلى الأرض تخفضه وتسرع في سيرها. وغمرة: فصل نجدٍ من تهامة من طريق الكوفة. ويذبل: جبل لباهلة؛ وكذلك القعاقع جبال لهم.
* * * وفي " ص ١٩٤ س ٢ " وأنشد أبو علي لابن الطثرية شعراً أوله:
إنما هذا الشعر للعباس بن قطن الهلالي لا لابن الطثرية. كذلك قال دعبل وأبو بكر الصُّولي، ولم يقع هذا الشعر في ديوان ابن الطثرية؛ وقد جمعت منه كلَّ رواية: رواية أبي حاتم عن الأصمعي، ورواية الطوسي عن ابن الأعرابي، وأبي عمرو الشيباني - رحمهم الله - وفيه:
فما كلَّ يومٍ بأرضكِ حاجةٌ ... ولا كلَّ يومٍ لي إليكِ رسول
هكذا رواه أبو علي - رحمه الله - وإنما هو:" ولا كل يوم لي إليك وصول " كذلك رواه الجماعة وهو الصحيح، لأن الذي يلي هذا البيت قوله:
إذا لم يكُن بيني وبَيْنَكِ مُرْسَلٌ ... فرِيحُ الصَّبَا مِنِّي إليكِ رَسُولُ
وهو آخر الشعر في رواية الرياشي؛ وزاد فيه ابن عبد الصمد الكوفي من سماعاته:
أيا قُرَّةَ العَيْن التي ليتَ أنّها ... لنا بجميع الصالحاتِ بَدِيلُ
سَلِي هل أَحلَّ اللهُ مِنْ قَتْلِ مُسلمٍ ... بغير دَمٍ هل عليّ قَتِيلُ