ابن جمرة. وأُمه قرصافة بنت الحارث بن عوف بن أبي حارثة وهو ابن خالة عقيل بن علفة أُمُّ عقيل عمرة بنت الحارث بن عوف. والحارث هذا هو صاحب الحمالة بين عبس وذبيان؛ لُقبت البرصاء لشدة بياضها ولم يكن بها برص؛ ولذلك قال شبيب:
أنا ابنُ بَرْصَاءَ بها أُجِيبُ ... مَا في هِجَان اللَّوْنِ ما تَعِيبُ
وقيل: إنما سميت بذلك لبرصٍ حدث بها؛ وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم خطبها إلى أبيها فقال: إن بها وضحاً، فأصابها ذلك ولم يكن بها.
* * * وفي " ص ٦ س ٢٢ " وأنشد أبو علي - رحمه الله -:
إذا انْبَطَحَتْ جَافَى عن الأرْض بَطْنُها ... وخَوَّأهَا رَابٍ كَهَامَةِ جُنْبُلِ
هكذا أنشده أبو علي - رحمه الله -: وخوأها. وإنما هو وخوَّى بها، لأن خوَّى لا أصل له في الهمزة؛ وهو مع ذلك لا يتعدى إلا بالباء، يقال: خوَّى البعير تخوية إذا برك ثم مكَّن لثفناته في الأرض، لا يقال خوّيته أنا، ويقال خوَّى به، كما تقول ذهب؛ وذهب لا يتعدى؛ والبيت للأعشى وبعده:
إذا مَا عَلاَها فارسٌ مُتَبَذِّلٌ ... فنِعْمَ فِرَاشُ الفارِس المُتَبذِّلِ
ومن هذا البيت أخذ الفرزدق قوله:
ما مَرْكبٌ ورُكُوبُ الخيلِ يُعْجِبُني ... كمَرْكبٍ بينَ دُملُوجٍ وخَلْخَالِ
أَلَذَّ للفارِس المُجْرِي إذا انبهرتْ ... أنفاسُ أمثالها منْ تحت أمْثَالي