قَتَلتُ بعبد الله خيرَ لِدَاتهِ ... ذُؤَابَ بنَ أسماءَ بنِ زَيدِ بن قَارِبِ
ومُرَّة قد أَخْرَجْتُهُمْ فَتَرَكْتُهمْ ... يَرْغُونَ بالصَّلْعاء رَوْغَ الثعالبِ
والصلعاء هذه: مضبة ولذلك خصَّها. ورواه صاعد بن الحسن: ويحترش به الضب من الصلفاء بالفاء على ما أنا مورده بعد هذا. والصلفاء: القطعة الصلبة من الارض، والضِّباب لا تتخذ حجرتها إلا في الغلظ.
وأبو حثمة المذكور في الخبر هو عبد الله؛ ويقال: عامر بن ساعدة بن عامر من بني الحارث ابن الخزرج، وهو والد سهل بن أبي حثمة. شهد أبو حثمة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم المشاهد وبعثه خارصاً إلى خيبر، وكان أبو بكر وعمر - رضي الله عنهما - يبعثونه خارصاً؛ وكان - رحمه الله - أعلم الناس وأبصرهم بالنخل؛ ولذلك خصَّه عمر - رضي الله عنه - بالسؤال عن ذلك. فأما رواية صاعدٍ فإنه قال: سأل عمر - رضي الله عنه - رجلاً من أهل الطائف: الحبلة خير أم النخلة؟ فقال: الحبلة أتزببها وأترببها وأصلح بها برمتي - يعني الخل - وأنام في ظلها؛ فقال عمر - رضي الله عنه -: لو حضرك رجل من أهل يثرب ردَّ عليك قولك، فدخل عبد الرحمن بن محصن النَّجَّاري - رحمه الله - فأخبره عمر - رضي الله عنه - خبر الطائفي فقال: ليس كما قال؛ إني إن آكل الزبيب أضرس، وإن أتركه أغرث؛ ليس كالصقر في رءوس الرَّقل، الراسخات في الوحل، المطعمات في المحل؛ تحفة الكبير، وصمتة الصغير؛ وزاد المسافر، وعصمة المقيم؛ وتخرسة مريم بنت عمران، وينضج ولا يعني طابخه، ويحترش به الضبُّ من الصلفاء.