للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

المسألة، وتعقباته لمن سبقه من أهل العلم بأدب جم وتواضع تام. ومن أجل هذه الميزات وغيرها أشاد بشرحه هذا كبار العلم، واغترف من بحاره جل من جاء بعده من كبار الشراح.

وأما الخاتمة ففيها أهم النتائج والتوصيات.

الكلمات المفتاحية: الحديث الشريف، شروح الحديث، شروح جامع الترمذي، الحافظ العراقي، تكملة شرح الترمذي.

[المقدمة]

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده. أما بعد:

أما بعد: فإنَّ السنةَ النبويَّة من أشرف العلوم وأجلها، فهي الشارحة لكتاب الله، والمفسِّرة له، والمبيِّنة لما أجْمِلَ من آياته، والمقَيِّدة لكثير من إطلاقاته، ومن ثم اعتنى بها علماء الإسلام منذ الصدر الأول، وتنوعوا في تصنيفها، وتفننوا في تدوينها على أنحاء كثيرة، وضروب عديدة حرصا على حفظها.

وكان من جملة هؤلاء: الإمامُ الحافظ أبو عيسى الترمذي المتوفى سنة ٢٧٩ هـ، فقد ألَّف في السنة كُتباً شتى، كان من أعظمها نفعاً، وأعلاها قدراً كتاب الجامع الذي طارت شهرته في المشرق والمغرب، مما جعل العلماءَ يتنافسون في شرحه، وإيضاحه، وترجمة رجاله.

وممن شرحه القاضي أبو بكر ابن العربي المتوفى سنة ٥٤٣ هـ في كتابه (عارضة الأحوذي)، ثم الحافظ أبو الفتح محمد بن محمد بن محمد ابن سيد الناس اليعمري المتوفى سنة ٧٣٤ هـ في كتابه (النفح الذي)، ولكنه لم يتمه، فجاء الحافظ زين الدِّين العراقي (ت ٨٠٦ هـ)، فبدأ بالشرح من حيث توقف ابن سيد الناس.

ولما كان شرح العراقي -مع أهميته وكثرة فوائده- لا يزال مخطوطا لم يُطبع بعدُ رغبت

<<  <   >  >>