وتعمل فِيمَا سَوف تكره حبه ... كَذَلِك فِي الدُّنْيَا تعيش الْبَهَائِم
ثمَّ انْصَرف فَمَا بَقِي بعد ذَلِك إِلَّا جُمُعَة
حَدثنَا عبد الله بن مُحَمَّد قَالَ حَدثنَا مُحَمَّد بن الْحُسَيْن الْحَضْرَمِيّ قَالَ أخبرنَا أَسد بن زيد قَالَ كُنَّا مَعَ عمر بن عبد الْعَزِيز فِي جَنَازَة فَلَمَّا أَن دفن الْمَيِّت ركب بغلة لَهُ صَغِيرَة ثمَّ جَاءَ إِلَى قبر فَرَكزَ عَلَيْهِ المقرعة فَقَالَ السَّلَام عَلَيْك يَا صَاحب الْقَبْر قَالَ عمر فناداني مُنَاد من خَلْفي عَلَيْك السَّلَام يَا عمر بن عبد الْعَزِيز عَم تسْأَل فَقلت عَن ساكنك وجارك قَالَ أما الْبدن فعندي وَأما الرّوح فعرج بِهِ إِلَى الله عزوجل وَمَا أَدْرِي أَي شَيْء حَاله قلت أَسأَلك عَن ساكنك وجارك قَالَ أسلت المقلتين على الْخَدين ومزقت الأكفان وأكلت الْأَبدَان ثمَّ ذكر نَحوه وَزَاد فَلَمَّا ذهبت أقفي ناداني ياعمر عَلَيْك بكفن لَا يبْلى قلت وَمَا كفن لَا يبْلى قَالَ اتقاء الله وَالْعَمَل الصَّالح
وَفِي بعض الْخطب المروية يَا ابْن آدم لَا يغرنك ارْتِفَاع ذكرك ونفاذ أَمرك وتشييد قصرك مَعَ مَا جمعت فِيهِ من الظباء الشرد والأوانس النهد وَالْمَتَاع المزخرف المنجد فَإنَّك تخرج مِنْهُ بالرغم وَالْأَمر الْجَزْم إِلَى بَيت الْحِجَارَة والرضم فتغتسل فِيهِ بصديدك وتأنس فِيهِ بحشراتك ودودك إِلَى أَن تبلغك الرجفة لهلاك هَذَا الْمَعْمُور ثمَّ الصَّيْحَة ليَوْم النشور وبعثرة الْقُبُور فَتخرج بِالْأَمر الْكِبَار إِلَى دَارك دَار الْقَرار إِمَّا إِلَى الْجنَّة وَإِمَّا إِلَى النَّار
وَأنْشد بَعضهم
من كَانَ مَسْكَنه قصرا يشيده ... فَإِن مَسْكَنه من بعد ذَا جدث
وَمن تكن فرشه فِيهَا مرقشة ... ففرشه فِي ضريح بعْدهَا الرثث
وَمن تكن آنسوه خردا لعبا ... فآنسوه هُنَاكَ الدُّود والعثث
وَمن غَدا وسط نَار شعره جزل ... فَإِن آخِره التمزيق والشعث
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute