الْبَاب الثَّالِث عشر ذكر يَوْم الْقِيَامَة وأهواله
يضْحك الْمَرْء والبكاء أَمَامه ... ويروم الْبَقَاء وَالْمَوْت رامه
وَيَمْشي الحَدِيث فِي كل لَغْو ... ويخلي حَدِيث يَوْم الْقِيَامَة
ولأمر بكاه كل لَبِيب ... وَنفي فِي الظلام عَنهُ مَنَامه
صَاح حدث حَدِيثه وَاخْتَصَرَهُ ... فمحال بِأَن تطِيق تَمَامه
عجز الواصفون عَنهُ وَقَالُوا ... لم نجيء من بحاره بكظامه
فلتحدثه جملَة وشتاتا ... ودع الْآن شَرحه ونظامه
وَاعْلَم رَحِمك الله أَن هَذَا الْيَوْم لَيْسَ عظمه مِمَّا يُوصف وَلَا هوله مِمَّا يكيف وَلَا يجْرِي على مِقْدَار مِمَّا يعلم فِي الدُّنْيَا وَيعرف بل لَا يعلم مِقْدَار عظمه وَلَا هُوَ لَهُ إِلَّا الله تَعَالَى وَمَا ظَنك بِيَوْم عبر الله تبَارك وَتَعَالَى عَن بعض مَا يكون فِيهِ بِشَيْء عَظِيم قَالَ الله عز وَجل يَا أَيهَا النَّاس اتَّقوا ربكُم إِن زَلْزَلَة السَّاعَة شَيْء عَظِيم يَوْم ترونها تذهل كل مُرْضِعَة عَمَّا أرضعت وتضع كل ذَات حمل حملهَا وَترى النَّاس سكارى وَمَا هم بسكارى وَلَكِن عَذَاب الله شَدِيد وماذا عَسى أَن يَقُول الْقَائِل فِيهِ وماذا عَسى أَن يصفه الواصف بِهِ الْأَمر أعظم والخطب أكبر والهول أشنع كَمَا قَالَ الْقَائِل
وَمَا عَسى أَن أَقُول أَو أقوم بِهِ ... الْأَمر أعظم مِمَّا قيل أَو وَصفا
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute