استبشر وَالله بِأَعْمَالِهِ الصَّالِحَة واغتبط بإخوانه المعاونين لَهُ على طَاعَة الله عز وَجل
وَكَانَ إِذا رأى الْقُبُور يخور كَمَا يخور الثور
وَمر دَاوُد الطَّائِي رَحمَه الله بِامْرَأَة تبْكي على قبر وَهِي تَقول
عدمت الْحَيَاة فَلَا نلتها ... إِذا أَنْت فِي الْقَبْر قد وسدوكا
وَكَيف ألذ بطعم الْكرَى ... وَهَا أَنْت فِي الْقَبْر قد أفردوكا
ثمَّ قَالَت يَا أبناه بِأَيّ خديك بَدَأَ الدُّود أَولا قَالَ فَخر دَاوُد مغشيا عَلَيْهِ
وَقَالَ حَاتِم الْأَصَم من مر بِفنَاء الْقُبُور وَلم يتفكر فِي نَفسه وَلم يدع لَهُم فقد خَان نَفسه وخانهم
وَعَن صلَة بن أَشْيَم أَنه دفن أَخا لَهُ ثمَّ وقف على قَبره وَقَالَ
فَإِن تنج مِنْهُ تنج من ذِي عَظِيمَة ... وَإِلَّا فَإِنِّي لَا أخالك ناجيا
وَكَانَ بكر العابد يَقُول لأمه يَا أُمَّاهُ ليتك كنت بِي عقيما وَإِن لابنك فِي الْقَبْر حبسا طَويلا وَإِن لَهُ من بعد ذَلِك رحيلا
وَقَالَ يحيى بن معَاذ رَحمَه الله يَا ابْن آدم دعَاك رَبك إِلَى دَار السَّلَام فَانْظُر من أَيْن تجيبه إِن أَجَبْته من دنياك دَخَلتهَا وَإِن أَجَبْته من قبرك منعتها
وَكَانَ الْحسن بن صَالح إِذا أشرف على الْقُبُور قَالَ مَا أحسن ظواهرك إِنَّمَا الدَّوَاهِي فِي بواطنك
وَكَانَ عَطاء السّلمِيّ إِذا جن اللَّيْل يخرج إِلَى الْقُبُور فَيَقُول يَا أهل الْقُبُور متم فواماتاه وعاينتم أَعمالكُم فواعملاه ثمَّ يَقُول غَدا يكون عَطاء فِي الْقُبُور فَلَا يزَال ذَلِك دأبه إِلَى الصُّبْح
وَقَالَ سُفْيَان الثَّوْريّ رَحمَه الله من أَكثر ذكر الْقَبْر وجده رَوْضَة من رياض الْجنَّة