للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَعَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَذكر الصِّرَاط ومرور النَّاس عَلَيْهِ قَالَ فيمر الْمُؤْمِنُونَ كطرف الْعين وكالبرق وكالريح وكالطير وكأجاويد الْخَيل والركاب فناج مُسلم ومخدوش مُرْسل ومكدوس فِي نَار جَهَنَّم

وَعَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَذكر حَدِيث الشَّفَاعَة قَالَ وَيضْرب الصِّرَاط بَين ظهراني جَهَنَّم فَأَكُون أَنا وَأمتِي أول من يُجِيز وَلَا يتَكَلَّم يَوْمئِذٍ إِلَّا الرُّسُل وَدَعوى الرُّسُل يَوْمئِذٍ اللَّهُمَّ سلم سلم وَفِي جَهَنَّم كلاليب مثل شوك السعدان هَل رَأَيْتُمْ السعدان قَالُوا نعم يَا رَسُول الله قَالَ فَإِنَّهَا مثل شوك السعدان غير أَنه لَا يعلم قدر عظمها إِلَّا الله تخطف النَّاس بأعمالهم فَمنهمْ الموبق بِعَمَلِهِ وَمِنْهُم الْمجَازِي حَتَّى يُنجى وَذكر الحَدِيث

قد سمع رَحِمك الله بِهَذَا الطَّرِيق الْحَرج والمسلك الشاق والقنطرة المضطربة الَّتِي لَا تثبت عَلَيْهَا الْأَقْدَام وَلَا تجوزها الأوهام إِلَّا قدم ثبتَتْ على التَّقْوَى وَوهم جَازَ فِي الملكوت الْأَعْلَى

ولعلك تظن أَن هَذَا الطَّرِيق من طرق الدُّنْيَا الصعبة وسبلها الوعرة بل هُوَ أحد من السَّيْف وأدق من الشعرة فَمَا ظَنك بك وَقد حملت عَلَيْهِ وكلفت الْمُرُور بِهِ ومهواه جَهَنَّم تَحْتك وَقد مَلأ زفيرها أُذُنك ومنظرها الهائل قَلْبك وعينك وَأَرَدْت الْمُرُور فَلم تقدر والنهوض فَلم تستطع واضطرب بك اضطرابا والتهب ذَلِك السعير تَحْتك التهابا وَلم تَجِد إِلَى النجَاة سَبِيلا وَلَا إِلَى الْخَلَاص بَابا وَلَا ينْهض بك إِلَّا سعيك الَّذِي سعيت وَلَا جرى بك إِلَّا عَمَلك الَّذِي عملت ومركوبك الَّذِي فِي الدُّنْيَا ركبت فلتتخير الْآن أَي المراكب تركبها وَأي الْأَبْوَاب تدْخلهَا وَأي الطّرق تَأْخُذ فِيهَا وتسكلها وَالله الْمُسْتَعَان وَعَلِيهِ التكلان وَلَا حول وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه الْعلي الْعَظِيم

وأنشدوا

اجنب جيادا من التَّقْوَى مضمرة ... للسبق يَوْم يفوز النَّاس بِالسَّبقِ

تمر مر الرِّيَاح الهوج عَاصِفَة ... أَو لمحة الْبَرْق إِذْ يجتاز بالأفق

واركض إِلَى الْغَايَة القصوى وخل لَهَا ... عنان صدق رمي فِي فتية صدق

<<  <   >  >>