وَلَيْسَ تقصيرك أملك بِالَّذِي يمنعك أَن تطلب رزقك وَإِن تشتغل بإصلاح نَفسك ومعيشتك وتربية ولدك إِلَى غير ذَلِك من جَمِيع منافعك بل تقدر أَن تجمع بَينهمَا وَذَلِكَ أَن تنظر بمعونة الله عز وَجل لَك وتثبيته إياك إِلَى غير ذَلِك من سَبَب معيشتك
فَإِن كَانَ مِمَّا يتَكَرَّر كل يَوْم عملت فِيهِ يَوْمك وَأخذت مِنْهُ قوتك وَلم تعول على أَنَّك تعيش غَدا فَإِن أَصبَحت غَدا عملت كَذَلِك أَيْضا
وَكَذَلِكَ إِن كَانَ سببك مِمَّا يتم بعد أَيَّام كَثِيرَة أَو يكون مِمَّا ينظر فِيهِ السّنة كلهَا كالزراعة وَغَيرهَا نظرت فِيهِ على كَمَاله وَلم تعول على أَن تدْرك إبانه وَأَن تبلغ وقته وأوانه فَإِن بلغته كَانَ الَّذِي أردْت وَإِن اخترمتك الْمنية دونه كَانَ مَا عملت مِنْهُ مَعُونَة لغيرك وتسهيلا لمن يَأْتِي من بعْدك
وتقدر أَن تعْمل السَّبَب الَّذِي يكون فِيهِ معيشتك كَمَا وصفت لَك وتقصر أملك عَن تَمَامه سَوَاء كَانَ السَّبَب مِمَّا تعْمل فِيهِ سنة أَو يَوْمًا أَو أقل وَكَذَلِكَ سَائِر النَّاس لَو كَانُوا هَكَذَا لما هَلَكُوا وَلَا خربَتْ الأَرْض وَلَا فسد هَذَا