للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

حَسبه

وَنظر إِبْرَاهِيم الزيات رَحمَه الله إِلَى أنَاس يترحمون على ميت فَقَالَ لَو تترحمون على أَنفسكُم لَكَانَ خيرا لكم إِن ميتكم قد نجا من أهوال ثَلَاثَة وَجه ملك الْمَوْت وَقد رَآهُ ومرارة الْمَوْت وَقد ذاقها وَخَوف الخاتمة وَقد أمنها

ويروى عَن عبد الله بن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا أَنه قَالَ إِذا قبض ملك الْمَوْت روح العَبْد قَامَ على عتبَة بَابه وَلأَهل الْبَيْت ضجة فَمنهمْ الضاربة وَجههَا وَمِنْهُم الناشرة شعرهَا وَمِنْهُم الداعية يَا وَيْلَهَا فَيَقُول ملك الْمَوْت فيمَ هَذَا الْجزع فوَاللَّه مَا انتقصت لأحد مِنْكُم عمرا وَلَا أخذت لأحد مِنْكُم رزقا وَلَا ظلمت أحدا مِنْكُم حَقًا فَإِن كَانَت شكايتكم وتسخطكم عَليّ فَإِنِّي وَالله مَأْمُور وَإِن كَانَت على ميتكم فَإِنَّهُ مقهور وَإِن كَانَت من ربكُم فَأنْتم بِهِ كفرة ولي فِيكُم عودة ثمَّ عودة حَتَّى لَا أُبْقِي مِنْكُم أحدا

قَالَ فَلَو سمعُوا كَلَامه وَرَأَوا مَكَانَهُ لشغلوا عَن ميتهم وَبكوا على أنفسهم

وَأنْشد بَعضهم

بَكَى لِأَن مَاتَ ميت من عشيرته ... وَقَالَ واحربا وَصَاح يَا هربا

وَبَات فَوق حشاه للأسى لَهب ... إِذا أَرَادَ خبوا فار والتهبا

وَلَو رأى بِصَحِيح الْعقل حِين رأى ... وكشف الله عَنهُ للهوى حجبا

لما رأى الدَّهْر مَيتا أَو أحس بِهِ ... إِلَّا بَكَى نَفسه الْمِسْكِين وانتحبا

وَمن رأى السمر فِي جَنْبَيْهِ شارعة ... أَنى يَرَاهَا بِجنب ناء أَو قربا

وطلعة الْمَوْت أَن تطلع على أحد ... أرته فِي نَفسه من هولها عجبا

ولعلك تَقول قد ذكرت من هول الْمَوْت وشدته وكربه وغصته وَأَنه أَشد من نشر بالمناشير وقرض بِالْمَقَارِيضِ وَأَن هُوَ أَنه وَقد شاهدنا من بعض

<<  <   >  >>