وَحكى الْغَزالِيّ رَحمَه الله فِي الْإِحْيَاء عَن ابْن الْمُبَارك رَحمَه الله أَنه كَانَ يخصص بمعروفه أهل الْعلم فَقيل لَهُ لَو عممت فَقَالَ إِنِّي لَا أعرف بعد مقَام النُّبُوَّة أفضل من مقَام الْعلمَاء فَإِذا اشْتغل قلب أحدهم بحاجته لم يقبل على التَّعَلُّم فتفريغهم للْعلم أفضل
وَذكر فِي كتاب الشُّكْر وتقسيم النعم فَقَالَ الْفَقِيه فِي طلب الْعلم والكمال إِذا لم يكن مَعَه كِفَايَة كساع إِلَى الهيجا بِغَيْر سلَاح وكباز يروم الصَّيْد بِغَيْر جنَاح ثمَّ قَالَ بعد ذَلِك كَيفَ وَمن عدم المَال صَار مُسْتَغْرق الْأَوْقَات فِي طلب الْقُوت وَفِي تهيئة اللبَاس والمسكن وضرورات الْمَعيشَة
وروى الْخَطِيب الْحَافِظ الْبَغْدَادِيّ فِي كِتَابه بِإِسْنَادِهِ أَن عمر بن عبد الْعَزِيز رَضِي الله عَنهُ كتب إِلَى وَالِي حمص مر لأهل الصّلاح من بَيت المَال مَا يغنيهم لِئَلَّا يشغلهم شَيْء عَن تِلَاوَة الْقُرْآن وَمَا حملُوا من الْأَحَادِيث