للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

الْمَعْنى يَقُول العواذل توقاني إِذا وقفت فِي الرّبع كئيبا مَحْزُونا يُرِيد ان يتوقاه عاذله ويتخوف لائمه كَمَا يتوقى الَّذِي يحزم الريض من الْخَيل صولته ويتخوف نفرته

٦ - الْإِعْرَاب الأولى فاعلة ومهجتي فِي مَوضِع نصب بِوُقُوع الغرامة عَلَيْهَا وَقَالَ ابْن القطاع من روى تغرمي بِإِثْبَات الْيَاء كَانَ الأَصْل تغرمين فَحذف النُّون للجزم وَالْخطاب للمحبوبة والمهجة هِيَ المحبوبة فمهجتي فِي مَوضِع نصب بالنداء وَالْأولَى مَفْعُوله وَيكون الْمَعْنى قفى يَا مهجتي تغرمي الأولى الَّتِي حرمتنيها بنظرة ثَانِيَة إِلَيْك الْمَعْنى قَالَ أَبُو الْفَتْح قفي يَا محبوبة تغرم اللحظة الأولى الَّتِي لحظتك مهجتي بلحظة ثَانِيَة لِأَن الأولى قد أتلفت مهجتي فَوَجَبَ عَلَيْهَا الْغرم فَإِن لحظ ثَانِيَة عَاشَ فَتكون الأولى قد غرمت المهجة بِالثَّانِيَةِ ثمَّ ذكر الْحجَّة الْمُوجبَة أَن يُطَالب بالوقفة فَقَالَ والمتلف غَارِم وَهِي حُكُومَة بِحَق وَقَالَ الْخَطِيب لما نظر إِلَيْهَا نظرة اتلفت مهجته وَأَرَادَ أَن ينظر إِلَيْهَا أُخْرَى لترجع إِلَيْهِ نَفسه جعل الأولى كَأَنَّهَا الغارمة فِي الْحَقِيقَة لِأَنَّهَا سَبَب التّلف وَمثله لقطرب

(أشْتاقُ بِالنَّظْرةِ الأُولى قَرينَتَها ... كأنَّنِي لمْ أُقدّم قبلَها نظَرَا)

وَأخذ هَذَا الْمَعْنى بَعضهم فَقَالَ

(يَا مُسْقِما جِسْمِي بأوَّلِ نَظْرَةٍ ... فِي النَّظْرةِ الأُخرَى إلَيْكَ شِفائي)

وَقَالَ ابْن وَكِيع هَذَا الْبَيْت الخالد الْكَاتِب وَأَخذه أَبُو الطّيب مِنْهُ وَقَالَ الواحدي وَغَيره لَيْسَ هُوَ الخالد إِنَّمَا هُوَ مَأْخُوذ من قَول أبي الطّيب

٧ - الْغَرِيب العيس الْإِبِل الْبيض والنور من الزهر مَا كَانَ أَبيض والزهر الْأَصْفَر والكمام أوعية الزهر والنور قبل أَن تنفتق الْمَعْنى إِنَّه دَعَا لَهَا بالسقيا ثمَّ دَعَا لنَفسِهِ أَن تكون تَحِيَّة لَهُ بعد سقياها وَجعل النِّسَاء الَّتِي فِي الْخُدُور نورا لحسنهن وصفاء لونهن وَطيب رائحتهن وَجعل الْخُدُور لَهُنَّ بِمَنْزِلَة الكمائم وَقَالَ الواحدي لما جَعلهنَّ نورا بني على هَذَا اللَّفْظ السقيا والتحية فَإِن النُّور تضرته بِالْمَاءِ وَخرجت الْعَادة بِأَن يحي بعض النَّاس بَعْضًا بالأنوار والرياحين فيناوله شَيْئا مِنْهَا وَمعنى أَحْيَانًا بك الله أَي لقاناك وحيانا بك وَقد كشف السّري الْموصِلِي عَن هَذَا الْمَعْنى بقوله

(حَيّا بِهِ اللهُ عاشِقيِه فَقَدْ ... أصْبَحَ رَيحانَةً لِمَنْ عَشِقا)

٨ - الْغَرِيب الأظعان جمع ظعن وهم الْقَوْم المرتحلون

<<  <  ج: ص:  >  >>