الْمَعْنى يَقُول لمن يحب لَا يحْتَاج السّفر إِلَى ضوء الْقَمَر بِاللَّيْلِ وَأَنت مَعَهم فَإِن من وَجدك لم يعْدم الْقَمَر وَإنَّك تقومين مقَام الْبَدْر إِذا غَابَ وَهُوَ مَنْقُول من قَول البحتري
(أضَرَّتْ بضَوْءِ البَدْرِ والبَدْرُ طالعٌ ... وقامَتْ مَقامَ البَدْرِ لمَّا تَغَيَّبا)
وَمن قَول الآخر
(إنَّ بَيْتا أنْتَ ساكِنُهُ ... غَيرُ مُحتاجٍ إِلَى السُّرُجِ)
٩ - الْغَرِيب ظَفرت فازت وأثاب رَجَعَ يُقَال ثاب إِلَيْهِ عقله وأثاب رَجَعَ والمطي جمع مَطِيَّة والرازمة من النوق أَو الرازم من الْإِبِل الَّذِي قَامَ من الإعياء وَأَقْعَدَهُ الهزال عَن الْمَشْي الْمَعْنى يَقُول الْإِبِل الَّتِي قد ضعفت وكلت وعجزت عَن الْمَشْي إِذا نظرت إِلَيْك رجعت قوتها وحركتها فَكيف بِنَا نَحن وَقَوله الْعُيُون يُرِيد كل عين يَقُول إِذا ظَهرت للناظرين صلحت حَال المطايا وَهِي لَا تعقل النّظر إِلَيْك فَكيف الظَّن بِنَا وحياتنا برؤيتك وَقَالَ ابْن فورجة إِنَّمَا يُرِيد أَصْحَابه وَالْإِبِل لَا فَائِدَة لَهَا فِي النّظر إِلَى هَذِه المحبوبة وَإِن فاقت حسنا وجمالا وَإِنَّمَا ركابهَا يسرون بذلك وَالْقَوْل هُوَ الأول وَهُوَ قَول أبي الْفَتْح وَجَمَاعَة لَان الْإِبِل الَّتِي لَا عقل لَهَا يُؤثر فِيهَا النّظر على مُقْتَضى الْمُبَالغَة والتعمق فِي الْمَعْنى لَا على الْحَقِيقَة وَهَذَا عَادَة الشُّعَرَاء فِي الْمُبَالغَة وَذكر الْمطِي على اللَّفْظ كتذكير النّخل والسحاب وَمَا أشبهه من الْجمع
١٠ - الْمَعْنى يَقُول هَذَا حبيب متفرد بالْحسنِ لَيْسَ لغيره فِيهِ حَظّ فَكَأَن الْحسن أحبه واستخلصه لنَفسِهِ دون غَيره أَو الَّذِي قسم الْحسن بَين النَّاس جَار عَلَيْهِم فَأعْطَاهُ الْحسن كُله وَحرمه غَيره
١١ - الْغَرِيب الْخط مَوضِع بِالْيَمَامَةِ وتنسب إِلَيْهِ الرماح الخطية والحي الْجَمَاعَة من النَّاس النازلين بالبادية والكرائم جمع كَرِيمَة الْمَعْنى يَقُول هَذَا حبيب عَزِيز لَا تصل رماح الْخط إِلَيْهِ بل تسبى لَهُ الْكِرَام من الْأَحْيَاء فَتكون لَهُ خدما وَالْمعْنَى أَن هَذِه المحبوبة من قوم أعزه لَا يطْمع عَدو أَن يُغير فيهم وَلَا يعتصم كرائم غَيرهم مِنْهُم وَأَنَّهَا تأمن السَّبي ويسبى لَهَا كرائم الْأَحْيَاء وَمَا أحسن مَا ألم بِهَذَا الْمَعْنى أَبُو الْغَنَائِم ابْن الْمعلم الوَاسِطِيّ فِي قَوْله
(نُثَلَّمُ دُون البِيضِ بِيضَ صَوَارِمٍ ... وَنْحطِمُ دُونَ السُّمْرِ سُمْراً عَوَاليا)
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute