للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

- الْغَرِيب الكباء الْعود الَّذِي يتبخر بِهِ ونشره فوحه قَالَ امْرُؤ الْقَيْس

(وَباناً وأُلْوِياً منْ الهِنْدِ ذَاكِيا ... وَرَنْداً وَلُبْنى وَالكِباءَ المُقَتَّترا)

الْمَعْنى يَقُول أدنى ستورها مِمَّن أرادها غُبَار خُيُول قَومهَا وَأقر بهَا مِنْهَا دُخان بخورها فقد وصفهَا بأشد المنعة وَذكر أَنَّهَا فِي غَايَة النِّعْمَة قَالَ الواحدي إِن دُخان الْعود الَّذِي يتبخر بِهِ كثير عِنْده حَتَّى صَار كالحجاب بَينه وَبَين من يَطْلُبهُ قَالَ ويروي وأولها نشر الكباء وَالْمعْنَى وَأول ستر دونهَا مِمَّا يَليهَا وَيُمكن أَن يقلب هَذَا فَيُقَال أدنى ستر إِلَيْهَا من الستور دونهَا غُبَار الْخَيل وَأبْعد ستر عَنْهَا نشر الكباء يَعْنِي أَن غُبَار الْخَيل كثير حَتَّى وصل إِلَيْهَا فَصَارَ أدنى ستر مِنْهَا دونهَا وَكَذَلِكَ ارْتَفع دُخان الْعود حَتَّى يتباعد مِنْهَا الدُّخان فَصَارَ آخر ستر دونهَا قَالَ وَهَذَا أشبه بطريقة المتنبي فِي إِيثَار الْمُبَالغَة

١٣ - الْمَعْنى يُرِيد أَنه قد عرف صروف الدَّهْر وانه لم يستغرب مَا طرقه بِهِ الدَّهْر من فِرَاق الحبيب وَلَا غَيره لما عرف وابتلى بِهِ من حوادث الْأَيَّام وفجائعها وَإنَّهُ إِنَّمَا علم بِمَا علم وطرق بِمَا عهد وَالْمعْنَى يُرِيد أَنه لَا يستغرب فراقا وَلَا تريه عينه شَيْئا لم يره قلبه والمصراع الأول من قَول طفيل

(وَما أَنا بِالمُسْتَنْكِرِ البَين إنَّنِي ... بِذِي لَطَفِ الجِيرانِ قِدْما مُفَجَّعُ)

والمصراع الثَّانِي من قَول عدي بن الرّقاع

(وَعَلمْتُ حَتى لَسْتُ أسْألُ عالِما ... عَنْ حَرْفِ واحِدةٍ لِكيْ أزْدَادَها)

وَمثله لِلْأَعْوَرِ الشني

(لَقَدْ أصْبَحْتُ مَا أحْتاجُ فِيما ... بَلَوْتُ منَ الأُمُورِ إِلَى السُّؤالِ)

وَقَالَ مُحَمَّد بن عبد الْملك بن الزيات

(وَما اسْتَغْرَبْتُ بَيْسا مِنْ حَبِيبٍ ... فأنْكِرهُ بعَيْنٍ أوْ بِقَلْبِ)

وَقَالَ ابْن الرُّومِي

(وَما أحْدثَ العَصْرانِ شَيْئا نَكَرْتُهُ ... هُما الوَاهِبانِ السَّالبِانِ هُما هُما)

١٤ - الْغَرِيب الكاشحون جمع كاشح وَهُوَ الَّذِي يضمر لَك الْعَدَاوَة والعلاقم جمع عَلْقَمَة وَهِي المرارة

<<  <  ج: ص:  >  >>