للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

(يَا أُيها المَائحُ دَلْوي دُونكا ... إنّي رَأيْتُ النَّاسَ يَحمَدُونكا)

وهما لم يستسقيا مَاء فِي الْحَقِيقَة إِنَّمَا أَحدهمَا إستطلق أَسِيرًا وَالْآخر طلب عَطاء كثيرا وَأما قَوْله فِي صُحْبَة الطير لحبشة فَهُوَ كثير فِي الأشعارهم قَالَ الأفوه الأودي

(وَتَرىَ الطَّيْرَ عَلى آثارِنا ... رَأيَ عَينٍ ثِقَةً أنْ سَمُّارُ)

مَعْنَاهُ تُعْطِي الْميرَة بِمَا تَجِد من لُحُوم الْقَتْلَى قَالَ النَّابِغَة

(إذَا مَا غَزَوْا بالجَيشِ حِلقَّ فوْقَهمْ ... عَصائِبُ طَيرٍ تَهْتَدي بِعَصائبِ)

وَقَالَ أَبُو نواس

(يَتَأيَّا الطَّيْرُ غَدْوتَهُ ... ثِقَةً بالشِّبَعِ مِنْ جَزَرِهْ)

وَبَيت أبي الطّيب مَنْقُول من قَول حبيب

(وَقَدْ ظُلِّلَتْ عِقْبانُ أعْلامِهِ ضُحىً ... بِعِقْبان طَيرٍ فِي الدّماءِ نَوَاهِلِ)

(أقامَتْ مَعَ الرَّاياتِ حَتَّى كَأنَّها ... مِنْ الجَيْشِ إلَاّ أَّنها لمْ تُقاتِلِ)

٣٢ - الْغَرِيب المؤيدات القويات يُقَال أيدته قويته وَمِنْه قَوْله تَعَالَى {ذَا الأيد إِنَّه أواب} يُرِيد الْقُوَّة الْمَعْنى يصف كَثْرَة مَا لَقِي من صروف الدَّهْر وتقلبه وشدته حَتَّى لَقِي سيف الدولة وَجعل عزمه مركوبا لَهُ لِأَنَّهُ لَا يُسَافر إِلَّا بعزمه وَلما جعله مركوبا جعل لَهُ ظهرا وقوائم وَجعلهَا مؤيدات قويات وَهَذَا كُله على سَبِيل الِاسْتِعَارَة

٣٣ - الْإِعْرَاب نصب مهالك بِفعل دلّ عَلَيْهِ الْكَلَام تَقْدِيره قطعت مهالك وَقد قَالَ قوم هِيَ بدل من صروف وَلَا يجوز ذَلِك لِأَنَّهَا لَيست من صروف الدَّهْر فِي شَيْء الْغَرِيب القوادم صُدُور ريش الْجنَاح من الطَّائِر أَربع فِي كل جنَاح الْمَعْنى يَقُول قطعت إِلَى لِقَاء سيف الدولة مهالك لَو قطعهَا الذِّئْب لما صحبته نَفسه لشدَّة الْخَوْف لِأَنَّهُ يَمُوت خوفًا فِيهَا والغراب لَو سلكها لم نصحبه قوادمه وَلم يقدر على الطيران وَخص الْغُرَاب وَالذِّئْب لِأَنَّهُمَا يألفان الْأَمْكِنَة الْبَعِيدَة عَن النَّاس وَإِذا كَانَا عاجزين عَن قطع هَذِه المهالك فغيرهما أعجز عَن قطعهَا

<<  <  ج: ص:  >  >>