- الْغَرِيب العيس الْإِبِل الْبيض والمها بقر الْوَحْش ويولى يمطر وَهُوَ من الولى أى الْمَطَر الثانى وَالْأول الوسمى الْمَعْنى يَدْعُو لهَذِهِ الْإِبِل الَّتِى حملت فَوْقهَا النسْوَة اللاتى دُمُوعهنَّ جرين على خدودهن لأجل الْفِرَاق جَريا بعد جرى فَجعل بكاءهن كالمطر على خدودهن جَريا من أجل فرقتنا // وَهَذَا كَلَام حسن //
٦ - الْغَرِيب الْجيد الْعُنُق الْمَعْنى يُرِيد ان الوادى كَانَ متزينا بهم فَلَمَّا ارتحلوا عَنهُ تعطل كالعنق إِذا سقط عَنهُ العقد وهى القلادة من الْجَوْهَر قَالَ أَبُو الْفَتْح بقى الوادى مستوحشا لرحيلهم عَنهُ كالجيد إِذا سقط عقده وَبِه مَا بالقلوب أى قد قَتله الوجد لفقدهم قَالَ وَيجوز أَن يكون شبه تفرق الحمول والظعن يدر تناثر فَتفرق وَنقل الواحدى قَوْله الأول حرفا فحرفا وَنقل ابْن القطاع قَوْله الثانى حرفا فحرفا وَزَاد فِيهِ يصف زهو الوادى وَحسنه فتعوض بالعطل من الحلى
٧ - الْغَرِيب الأحداج جمع حدج وَهُوَ جمع قلَّة وَجمع الْكَثْرَة حدوج وَهُوَ مركب النِّسَاء مثل المحفة وحدجت الْبَعِير أحدجه بِالْكَسْرِ حدجا إِذا شددت عَلَيْهِ الحدج وَأنْشد الْأَعْشَى
(أَلا قُلْ لَمْيثاءَ مَا بالُها ... ألِلْبَيْنِ تُحْدَجُ أجْمالُهَا)
وتفاوح تفَاعل من فاح يفوح وهى لَفْظَة فصيحة حَسَنَة والغانيات جمع غانية وهى الْمَرْأَة الَّتِى غنيت بجمالها وَقيل بزوجها والرند نبت طيب الرَّائِحَة يُقَال إِنَّه الآس الْمَعْنى يَقُول لما سَارَتْ الأجمال المحدجة فَوق الرند والغانيات قد تطيبن بالمسك اخْتلطت الريحان ففاحت فعبق الوادى بِالرِّيحِ الطّيبَة قَالَ أَبُو الْفَتْح قَالَ لى المتنبى لما قلت هَذِه القصيدة وَقلت تفاوح أَخذ شعراء مصر هَذِه اللَّفْظَة فتداولوها بَينهم قَالَ أَبُو الْفَتْح وهى لَفْظَة فصيحة مستعملة سَأَلت شيخى أَبَا الْحرم مكى بن رَيَّان الماكسينى عِنْد قراءتى عَلَيْهِ الدِّيوَان سنة تسع وَتِسْعين وَخَمْسمِائة مَا بَال شعر المتنبى فى كافور أَجود من شعره فى عضد الدولة وأبى الْفضل ابْن العميد فَقَالَ كَانَ المتنبى يعْمل الشّعْر للنَّاس لَا للممدوح وَكَانَ أَبُو الْفضل ابْن العميد وعضد الدولة فى بِلَاد خَالِيَة من الْفُضَلَاء وَكَانَ بِمصْر جمَاعَة من الْفُضَلَاء وَالشعرَاء فَكَانَ يعْمل الشّعْر لأجلهم وَكَذَلِكَ كَانَ عِنْد سيف الدولة بن حمدَان جمَاعَة من الْفُضَلَاء والأدباء فَكَانَ يعْمل الشّعْر لأجلهم وَلَا يبالى بالممدوح وَالدَّلِيل على هَذَا مَا قَالَ أَبُو الْفَتْح عَنهُ فى قَوْله
(تفاوَح ... )
لِأَنَّهُ لما قَالَهَا أنكرها عَلَيْهِ قوم حَتَّى حققوها فَدلَّ أَنه كَانَ يعْمل // الشّعْر الْجيد // لمن يكون بِالْمَكَانِ من الْفُضَلَاء
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute