للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

- الْإِعْرَاب قَوْله بكما الْبَاء مُتَعَلقَة بِمَحْذُوف تَقْدِيره بت عائذا بِاللَّه أَن يَقع بكما وَقَالَ الواحدى بكما أى لأجلكما الْغَرِيب العادى الظَّالِم يُقَال عدا عَلَيْهِ فَهُوَ عَاد عدوا وعداء وَمِنْه {فيسبوا الله عدوا بِغَيْر علم} وَقَرَأَ الْحسن البصرى عدوا وَأَصله تجَاوز الْحَد بالظلم الْمَعْنى يَقُول أُعِيذكُمَا بِاللَّه من الْخلاف وَمن كيد الباغين والعادين

١٦ - الْإِعْرَاب بلبيكما هما شَيْئَانِ من شَيْئَيْنِ وَهَذَا هُوَ الأَصْل وَلَو قَالَ بألبابكما لَكَانَ جَائِزا كَقَوْلِه تَعَالَى {فقد صغت قُلُوبكُمَا} الْغَرِيب الأصليين الثابتين واللب الْعقل والبيب الْعَاقِل والجياد الْخَيل الْمَعْنى يَقُول أعوذ بِاللَّه أَن يَقع الْخلاف بلبيكما فتختلفا فَيَقَع الْخلاف بَيْنكُمَا حَتَّى تفرق الرماح بَين الْجِيَاد فى الْحَرْب لِكَثْرَة الطعان الذى يجرى بَيْنكُمَا

١٧ - الْإِعْرَاب أَو يكون مَنْصُوب لِأَنَّهُ عطف على قَوْله أَن تفرق وَالْبَاء مُتَعَلق بِأَشْقَى وَمن عتاد مُتَعَلق بتذخرانه الْغَرِيب الولى الْمُحب الموالى والعتاد الْعدة يُقَال أَخذ لِلْأَمْرِ عدته وعتاده أى أهبته وآلته والعتاد أَيْضا الْقدح الضخم وَأنْشد أَبُو عَمْرو

(فَكُلْ هَنِيئا ثُمَّ لَا تُزَمِّلِ ... وَادْعُ هُدِيتَ بعَتادٍ جُنْبُلِ)

الْمَعْنى يَقُول أعوذ بِاللَّه أَن يقتل بَعْضكُم بَعْضًا بِمَا تذخران من السِّلَاح وَالسِّلَاح إِنَّمَا يذخر للأعداء لَا للأولياء وَإِذا قتل بَعْضكُم بَعْضًا صرتم أَعدَاء

١٨ - الْغَرِيب العداة جمع عَدو وَإِذا أدخلت الْهَاء قلت عداة بِضَم الْعين والعدى بِكَسْر الْعين جمع عَدو وَهُوَ جمع لَا نَظِير لَهُ قَالَ ابْن السّكيت لم يَأْتِ فعل فى النعوت إِلَّا حرف وَاحِد تَقول هَؤُلَاءِ قوم عدى وَأنْشد لسَعِيد بن عَمْرو بن حسان

(إِذا كنتَ فى قومٍ عدىً لستَ منهمُ ... فكُلْ مَا عُلِفْتَ من خبيثٍ وطيِّبِ)

الْمَعْنى يَقُول الذى يبْقى مِنْكُمَا بعد الماضى هَل يسره مَا تَقول الْأَعْدَاء فى الْمجَالِس وَيَتَحَدَّثُونَ عَنهُ بعده وَترك حُرْمَة صَاحبه وَهَذَا اسْتِفْهَام مَعْنَاهُ الْإِنْكَار

<<  <  ج: ص:  >  >>