للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

- الْغَرِيب الشانئ الْمُبْغض وَمِنْه

(إنّ شانئك هُوَ الأبتر ك ... )

الْمَعْنى يَقُول لَو نقصت كَمَا قد زِدْت فى أفعالك على النَّاس لرآنى النَّاس دنيا دَاخِلا فى الذل والقلة مثل عَدوك الذى يبغضك وَهَذَا من قَول أَبى عُيَيْنَة

(لَوْ كَما تَنْقُصُ تَزْدَا ... دُ إذَنْ نِلْتَ السَّماءَ)

وَقَول الآخر

(لَوْ كَما تَنْقُصُ تَزْدَا ... دُ إذَنْ كُنْتَ الخليفَهْ)

ولأبى تَمام

(أما لَوَآنَّ جَهْلَكَ كانَ عِلْما ... إذَنْ لَنَفَذْتَ فى عِلْمِ الغُيُوبِ)

١٤ - الْغَرِيب لبّى من الإلباب وهى الْمُلَازمَة وألب بِالْمَكَانِ إِذا أَقَامَ فِيهِ وَلَزِمَه وَقَالَ الْخَلِيل لب بِالْمَكَانِ وهى لُغَة حَكَاهَا أَبُو عُبَيْدَة عَنهُ وَمِنْه قَوْلهم لبيْك أى مُقيم على طَاعَتك وثنى على معنى التَّأْكِيد أى إلبابا بعد إلباب وَإِقَامَة بعد إِقَامَة وَقَالَ الْخَلِيل هُوَ من قَوْلهم دَار فلَان تلب دارى أى تحاذيها أى أَنا مواجهك بِمَا تحب إِجَابَة لَك وَالْيَاء للتثنية وَقَالَ يُونُس بن حبيب الضبى لَيْسَ هَذَا بمثنى إِنَّمَا هُوَ مثل عَلَيْك وَإِلَيْك ولديك وأصل التَّلْبِيَة الْإِقَامَة بِالْمَكَانِ يُقَال ألببت بِالْمَكَانِ ولببت ثمَّ قلبوا الْيَاء الثَّانِيَة إِلَى الْيَاء استثقالا كَمَا قَالُوا تظنيت وَأَصلهَا تظننت وَقَالَ سِيبَوَيْهٍ هُوَ مثنى وَأنْشد للأسدى

(دَعَوْتُ لِمَا نابَنِى مِسْوَرًا ... فَلَبَّىْ فَلَبَّى يَدَىْ مِسْوَرِ)

قَالَ وَلَو كَانَ بمنزله على لقَالَ

(فلبى يدى مسور ... )

وَقَالَ قوم أَرَادوا بقَوْلهمْ لبيْك إلبابين أى إِجَابَة بعد إِجَابَة فثقل عَلَيْهِم فرخم ليَكُون أخف وحذفوا النُّون لما أضافوها إِلَى الْكَاف الْمَعْنى يَقُول دعانى جودك فأسمعنى فَأَنا أُجِيبهُ بقولى لبيْك ثمَّ دَعَا لَهُ فَقَالَ يفديك من رجل صحبى وَأَنا أفديك من بَين الرِّجَال فَمن هَهُنَا تَفْسِير أَو تَخْصِيص هَذَا قَول الواحدى

١٥ - الْغَرِيب الأيادى النعم وَاحِدهَا يَد وَتجمع على أياد والجارحة تجمع على أيدى الْمَعْنى يَقُول كثرت عندى أياديك لاتباعها نعْمَة بعد نعْمَة فَظَنَنْت أَن حياتى من جملَة أياديك الَّتِى لَك عندى وَهَذَا ينظر إِلَى قَول الآخر

(لَا تَنْتِفَنِّى بَعْدَ مَا رِشْتَنِى ... فإنَّنِى بَعْضُ أيادِيكا)

<<  <  ج: ص:  >  >>