للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

- الْغَرِيب الحنوط طيب يسْتَعْمل فِي غسل الْمَيِّت وَالصَّلَاة الترحم وَالدُّعَاء الْمَعْنى يَقُول رَحْمَة الله ومغفرته ورضوانه على الْوَجْه الْجَمِيل وَجعل الْجمال كفنا لوجهها فَكَأَنَّهُ يَقُول رحم الله وَجههَا الْجَمِيل وَقَالَ ابْن الإفليلي رَحْمَة الله ورضوانه حنوط هَذِه الْمَرْأَة الَّتِي غيبها الْجمال كَمَا غيبها الْكَفَن وسترها كَمَا سترهَا الْقَبْر فَكَانَت مستورة عَن أعين النَّاس وَقَالَ ابْن وَكِيع وَصفه أم الْملك بِالْوَجْهِ الْجَمِيل غير مُخْتَار وَهُوَ مَأْخُوذ من قَول النميري

(تَحِياتٌ وَمَغُفِرَةٌ وَرَوْحٌ ... عَلى تِلْكَ المَحِلَّةِ والحْلُولِ)

١١ - الْغَرِيب اللَّحْد مَا كَانَ فِي جنب الْقَبْر والشق فِي وَسطه وَمِنْه قَوْله

اللَّحْد لنا والشق لغيرنا يُقَال اللَّحْد واللحد بِضَم اللَّام وَفتحهَا ولحدت الْقَبْر لحدا وألحدت لَهُ فَهُوَ ملحد وَأَصله الْعُدُول عَن الشَّيْء ولحد وألحد فِي دين الله حاد عَنهُ وَقَرَأَ حَمْزَة فِي الْأَعْرَاف والنحل والسجدة {يلحدون} بِفَتْح الْيَاء من لحد وَوَافَقَهُ عَليّ فِي النَّحْل وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {يلحدون} من ألحد والصون السّتْر والخلال الْخِصَال وأحدها خلة وَالْمعْنَى يَقُول صَلَاة الله على المدفون قبل مَوته بالصون وَقبل أَن يدْفن فِي التُّرَاب بالعفة والستر وَكَانَ مَدْفُونا فِي كرم خصاله الجميلة وَالْمعْنَى أَنَّهَا كَانَت مستورة قبل أَن يَسْتُرهَا التُّرَاب وَكَانَ كرم خصالها يمْنَعهَا مِمَّا يقبح ذكره قبل أَن تحمل إِلَى اللَّحْد فَكَانَت دفينة فِي ستر الصيانة قبل ستر التُّرَاب

١٢ - الْإِعْرَاب ذَكرْنَاهُ مَرْفُوع بجديد رفع السَّبَب وَوضع الضَّمِير الْمُتَّصِل مَوضِع الضَّمِير الْمُنْفَصِل جَائِز فِي الِاخْتِيَار وَمثله قَوْله تَعَالَى {أنلز مكموها} وَأنْشد سِيبَوَيْهٍ

(فقدْ جَعَلَتْ نَفْسِي تَطيبُ لضَغْمَةٍ ... لضَغْمِهِماها يَقْرَعُ العَظْمَ نابها)

الْمَعْنى يَقُول إِن شخصها فِي الأَرْض بَال وَذكرنَا إِيَّاه جَدِيد غير بَال وَالْمعْنَى أَنه يبْلى فِي الْقَبْر وَذكره جَدِيد بَاقٍ على الْأَيَّام وَمثله للمغريمى

(وَإنْ تَكُ للْبِلَى أمْسَيْتَ رَهْنا ... فَقَدْ أبْقَيْتَ مْجداً غَيرَ بالى)

<<  <  ج: ص:  >  >>