للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

- الْغَرِيب الجدوى الْعَطاء والإفضال الْمَعْنى يَقُول لَوْلَا أَن الْمَوْت حَال بَينهَا وَبَين الْعَطاء لكَانَتْ تُعْطِي السَّائِل قبل السُّؤَال كعادتها فِي الْحَيَاة يُرِيد وَمَا أعلمك وأعرفك بالإفضال عَلَيْهِ

٢٢ - الْمَعْنى قَالَ الواحدي يقسم عَلَيْهَا بحياتها وَيَقُول هَل سلوت عَن النوال وحبه فَإِن قلبِي وَإِن بَعدت عَن أَرْضك غير سَالَ عَن نوالك وَقَالَ أَبُو الْفَتْح وَجَمَاعَة هَذَا مِمَّا وَضعه فِي غير مَوْضِعه وَلَا يجوز أَن يرثى بِمثل هَذَا وَالْمعْنَى هَل سلوت عَن الْحَيَاة فَإِنِّي غير سَالَ عَن الْحزن عَلَيْك أذكرك وَإِن كنت بعيد عَن أَرْضك وأندبك وَإِن كنت منزحا عَن موضعك

٢٣ - الْغَرِيب النعامي الْجنُوب وَهِي الرّيح الْقبلية وَالشمَال الرّيح الَّتِي تهب من نَاحيَة القطب الْمَعْنى يَقُول نزلت على كراهتنا بنزولك فِي مَكَان لَا يصيبك فِيهِ طيب الرِّيَاح بَعدت فِيهِ أَو بِهِ فَحذف للْعلم بِهِ كَقَوْلِه تعلى {وَاتَّقوا يَوْمًا لَا تجزي نفس عَن نفس} أَي فِيهِ

٢٤ - الْغَرِيب الخزامي نبت طيب الرّيح والطلال جمع طل وَهُوَ الْمَطَر الصغار والأنداء جمع ندى الْمَعْنى يَقُول قد حجب عَنْك طيب الرّيح والرائحة وندى الأمطار لِأَن المقبور لَا يصل الَّذِي ذكر إِلَيْهِ فَذكر أَن الرِّيَاح مَعَ شدَّة هبوبها قصرت أَن تدركك مَعَ سرعَة مسيرها فَدلَّ على أَنَّهَا فِي بطن الأَرْض وَأَشَارَ بِأَحْسَن إِشَارَة إِلَى اللَّحْد ثمَّ أكد ذَلِك بِأَن قَالَ تحجب عَنْك ريح الرياض العبقة وَيمْنَع مِنْك أنداء طلالها الْمُوَافقَة وَأَشَارَ بالخزامي والأنداء إِلَى الرياض

٢٥ - الْغَرِيب المنبت الْمُنْقَطع الْمَعْنى يَقُول كل سَاكن بِهَذِهِ الدَّار وَهِي الْمقْبرَة غَرِيب بعيد عَن أَهله وعشيرته وَطَالَ هجرهم إِيَّاه وَانْقطع وصاله عَنْهُم وَهُوَ من قَول أبي عَطاء

(فإنَّكَ لْم تَبْعَدْ عَلى مُتَعَهِّدٍ ... بَلى كُلُّ من تحتَ التُّرابِ بَعيدُ)

وَمثله لإِبْرَاهِيم بن الْمهْدي

(تَبَدَّلَ دَاراٌ غَيرَ دَارِي وَجِيرَةً ... سِوَايَ وأحْداثُ الزَّمانِ تَنُوبُ)

(أقامَ بِها مُسْتَوْطِنا غَيرَ أنَّهُ ... عَلى طُولِ أيَّامِ المُقامِ غَرِيبُ)

٢٦ - الْأَعْرَاب حصان خبر ابْتِدَاء مَحْذُوف الْغَرِيب الحصان العفيفة المالكة لنَفسهَا الْمَعْنى يَقُول هِيَ امْرَأَة عفيفة مثل مَاء المزن فِي النَّقَاء وَالطَّهَارَة كاتمة السِّرّ صَادِقَة فِي القَوْل

٢٧ - الْغَرِيب النطاسي الحاذق فِي الْأُمُور والشكايا وأحدها شكوى الْمَعْنى يُرِيد بواحدها ابْنهَا الَّذِي هُوَ وَاحِد النَّاس وفردهم يمرضها ويزيل علتها طَبِيب الامراض يَعْنِي فِي مَرضهَا وَابْنهَا طَبِيب الْمَعَالِي يُرِيد انه الْعَالم بأدواء الْمَعَالِي فيزيلها عَنْهَا حَتَّى تصح معاليه فَلَا يكون فِيهَا نقص وَالْمعْنَى يُرِيد أَن هَذِه لشرفها فِي قَومهَا قد ولدت طَبِيب الْمَعَالِي وَوَاحِد الْفَضَائِل

٢٨ - الْغَرِيب الثغر ثغر الْعَدو وَهُوَ الْموضع الَّذِي بِقرب الْعَدو والأسل الرماح الْمَعْنى يَقُول إِذا ذكرُوا لَهُ عِلّة بثغر شفت من دائها أسنته وَأمنت مخافتها سيوفه وَلَكِن الْمَوْت لَا يدْفع بِقَدرِهِ وَلَا يعتصم مِنْهُ بِمَنْعه وَهُوَ مَأْخُوذ من قَول الاخيلية

(إذَا هَبَطَ الحْجَّاج أرْضّا مَرِيضَةً ... تَتَبَّعَ أقْصَى دائها فَشَفاها)

(شَفاها مِنَ الدَّاءِ العُضَالِ الَّذي بهَا ... عُلامٌ إذَا هَزَّ القَناةَ شَقاها)

وَقَالَ أَبُو تَمام

(وَقَدْ نُكِسَ الثَّغْرُ فابْعَثْ لَهُ ... صُدورً القَنا فِي ابْتِغاءِ الدَّوَاءِ)

٢٩ - الْمَعْنى يَقُول إِنَّهَا كَانَت مستورة قبل ستر الْقَبْر وَلَيْسَت من اللواتي يعد لَهَا الْقَبْر سترا فَإِنَّهَا كَانَت محجوبة والحجال هُوَ مَا يستر النِّسَاء وَهُوَ الخدر وَهُوَ جمع حجلة وَهُوَ بَيت صَغِير فِي جَوف الْبَيْت

<<  <  ج: ص:  >  >>