للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وتعاطوا كؤوس الْمَوْت فأبغض حُضُوره الواغل فِيهِ وَتكره شدته الصالي بِهِ وَهَذَا من بَاب الِاسْتِعَارَة

٤٩ - الْغَرِيب العناة جمع عان وهم الأسرى والعفاة جمع عاف وهم السؤل والعناة يُرِيد بهم الأسرى وَمِنْه الحَدِيث اسْتَوْصُوا بِالنسَاء خيرا فَإِنَّهُنَّ عوان عنْدكُمْ لِأَن الْمَرْأَة أسيرة فِي يَد الرجل وَيُقَال للخمر عانية لِأَنَّهَا كالأسير فِي المدن إِذا خففت الْيَاء فَإِذا شددتها نسبتها إِلَى عانة بَلْدَة على الْفُرَات بِالْقربِ من رحبة مَالك بن طوق الْمَعْنى أَنْت عادتك هَذِه الْأَشْيَاء تفك الأسرى من أسرهم وتغنى السَّائِلين عَن مَسْأَلَة غَيْرك وَتَعْفُو عَن كل مذنب وَالْمعْنَى بفك الأسرى ببأسك وتغنى السُّؤَال بكرمك وَتغْفر للجاهلين بِحِلْمِك

٥٠ - الْإِعْرَاب معطيكه الْكَاف وَالْهَاء فِي مَوضِع خفض بِالْإِضَافَة وهما مفعولان فِي الْمَعْنى وَتَقْدِيره معطيك إِيَّاه الْغَرِيب الْأَجَل وَقت لَهُ أجل مَحْدُود وَالْأَجَل فِي غير هَذَا من قَوْلهم أجل الشَّرّ إِذا جَرّه وجناه قَالَ خَوات بن جُبَير

(وأهْلِ خِباءٍ صَالحٍ كنْتُ بَينهمْ ... قَدِ احْتَرَبُوا فِي عاجِلٍ أَنا آجِلُهْ)

يُرِيد جَانِبه وَبعده قَالَ

(فأقْبَلْتُ فِي الساعيِينَ أسألُ عَنْهُمُ ... سُؤَالكَ بالشَّيءِ الَّذِي أنتَ جاهِلُه)

وَمَعْنَاهُ أَنه مر بصبية يتضاربون فاستعانه بَعضهم على بعض فَضرب صَبيا مِنْهُم فَمَاتَ ثمَّ جَاءَ إِلَى أهل الْمَقْتُول يسألهم عَن الْخَبَر كَأَنَّهُ جَاهِل بِهِ الْمَعْنى يَدْعُو لَهُ بِأَن يهنئه الله بالنصر الَّذِي أعطَاهُ وَأَن يرضى سَعْيه فِي الْآخِرَة فعمه فِي هَذَا الدُّعَاء بِخَير الدَّاريْنِ وَهَذَا من أحسن الدُّعَاء وَالْمعْنَى فهناك الله مَا منحك من نَصره وزادك فِيمَا آتاك من فَضله وَوصل مَا وهب لَك من ذَلِك فِي العاجل بِمَا يرضيه من سعيك فِي الْأَجَل

٥١ - الْغَرِيب المومس والمومسة الْمَرْأَة الْفَاجِرَة والحابل الصَّائِد ذُو الحبالة وَهِي الشّرك والكفة بِالْكَسْرِ كل مستدير وبالضم كل مستطيل وبالفتح الْمرة الْوَاحِدَة من كففته وَقَوْلهمْ لَقيته كفة كفة بِفَتْح الْكَاف أَي استقبلته مُوَاجهَة وهما اسمان جعلا وَاحِدًا وتبينا على الْفَتْح مثل خَمْسَة عشر قَالَ الْأَزْهَرِي وَيُقَال فِي كفة الْمِيزَان بِالْفَتْح وجمعهما كفف الْمَعْنى يَقُول هَذِه الدُّنْيَا وَهِي الْمشَار إِلَيْهَا بِالدَّار فاجرة خوانة لأصحابها هِيَ كل يَوْم عِنْد وَاحِد وَهِي أخدع من حبالة الصَّائِد وَالْمعْنَى أَنَّهَا أَهْون من الْفَاجِرَة الَّتِي تخلف من وثق بهَا وأخدع من الحبالة الَّتِي تصرع من اطْمَأَن إِلَيْهَا

٥٢ - الْغَرِيب الطائل مَا كَانَ لَهُ قدر وَهُوَ اسْم فَاعل من طَال الشَّيْء إِذا علاهُ وَمِنْه الطول بِفَتْح الطَّاء الْمَعْنى يَقُول الرِّجَال قد تفانوا على حبها وَلم يحصلوا من أمرهَا على طائل لِأَنَّهَا تَأْخُذ مَا تعطيه وتهدم مَا تبينه وتمر بعد حلاوتها وتعوج بعد استقامتها فَمن عرفهَا رفضها وَمن قدرهَا هجرها قَالَ ابْن الشجري الشريف هبة الله الْحسنى مَا عمل فِي ذمّ الدُّنْيَا مثل هذَيْن الْبَيْتَيْنِ وَصدق فِي قَوْله وَبَلغنِي أَن رَسُول الإفرنج دخل على الْملك النَّاصِر صَلَاح الدّين يُوسُف بن أَيُّوب فَذكر هذَيْن الْبَيْتَيْنِ فَقَالَ وَحقّ ديني مَا فِي الْإِنْجِيل موعظة أبلغ من هَذِه الموعظة

<<  <  ج: ص:  >  >>