للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

الْعود فغنت عَلَيْهِ صَوتا حَزينًا من قلب قريح وهى تَقول لَا كَانَ يَوْم الْفِرَاق يَوْمًا لم يبْق للمقلتين نوما شتت منى ومنك شملا فسر قوما وساء قوما يَا قوم من لى بوجد قلب يسومنى فى الْعَذَاب سوما مَا لامنى النَّاس فِيهِ إِلَّا بَكَيْت كَيْمَا أزاد لوما فَلَمَّا فرغت من صَوتهَا رفع المعتز إِلَيْهَا رَأسه والدموع تجرى كالفرند انْقَطع سلكه فَسَأَلَهَا عَن الْخَبَر وَحلف لَهَا أَن يبلغهَا أملهَا فأعلمته الْقِصَّة فَردهَا إِلَى وَأحسن إِلَيْهَا وألحقنى فى ندمائه وخاصته أَبُو أَحْمد وَجَارِيَة لَهُ وَكَانَ لأبى أَحْمد صَاحب حَرْب الْمُعْتَمد جَارِيَة فَكتبت إِلَيْهِ هُوَ مُقيم على العلوى بِالْبَصْرَةِ تَقول لنا عبرات بعدكم تبْعَث الأسى وأنفاس حزن جمة وزفير أَلا لَيْت شعرى بَعدنَا هَل بكيتم فَأَما بكائى بعدكم فكثير قَالَ أَبُو أَحْمد فَلم يكن لي هم بعْدهَا حَتَّى قفلت من غزاتى مَرْوَان وَجَارِيَة لَهُ وَكتب مَرْوَان بن مُحَمَّد وَهُوَ مُنْهَزِم نَحْو مصر إِلَى جَارِيَة لَهُ خلفهَا بالرملة وَمَا زَالَ يدعونى إِلَى الصد مَا أرى فأنأى ويثنينى الذى لَك فى صدرى وَكَانَ عَزِيزًا أَن بينى وَبَينهَا حِجَابا فقد أمسيت مِنْك على عشر وأنكاهما وَالله للقلب فاعلمى إِذا ازددت مثليها فصرت على شهر

<<  <   >  >>