للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

أُعِيذك بالرحمن من عَيْش شقوة وَأَن تطمعى يَوْمًا إِلَى غير مطمع إِذا مَا ابْن مَظْعُون تحدر وسقه عَلَيْك فبونى بعد ذَلِك أَو دعى الْحجَّاج وزواجه بابنة جَعْفَر وصلتك رحم وَعَن العتبى عَن أَبِيه قَالَ أمهر الْحجَّاج ابْنة عبد الله بن جَعْفَر تسعين ألف دِينَار فَبلغ ذَلِك خَالِد بن يزِيد بن مُعَاوِيَة فأمهل عبد الْملك حَتَّى إِذا أطبق اللَّيْل دق عَلَيْهِ الْبَاب فَأذن لَهُ عبد الْملك وَدخل عَلَيْهِ فَقَالَ لَهُ مَا هَذَا الطروق أَبَا يزِيد قَالَ أَمر وَالله لم ينْتَظر لَهُ الصُّبْح هَل هَل علمت أَن أحدا كَانَ بَينه وَبَين من عادى مَا كَانَ بَين آل أَبى سُفْيَان وَآل الزبير بن الْعَوام فإنى تزوجت إِلَيْهِم فَمَا فى الأَرْض قَبيلَة من قُرَيْش أحب إِلَى مِنْهُم فَكيف تركت الْحجَّاج وَهُوَ سهم من سهامك يتَزَوَّج إِلَى بنى هَاشم وَقد علمت مَا يُقَال فيهم فى آخر الزَّمَان قَالَ وصلتك رحم وَكتب إِلَى الْحجَّاج يَأْمُرهُ بِطَلَاقِهَا وَألا يُرَاجِعهُ فى ذَلِك فَطلقهَا فَأَتَاهُ النَّاس يعزونه وَفِيهِمْ عَمْرو بن عتبَة فَجعل الْحجَّاج يَقع بِخَالِد ويتنقصه وَيَقُول إِنَّه صير الْأَمر إِلَى من هُوَ أولى بِهِ مِنْهُ وَإنَّهُ لم يكن لذَلِك أَهلا فَقَالَ لَهُ عَمْرو بن عتبَة إِن خَالِدا أدْرك من قبله وأتعب من بعده وَعلم علما فَسلم الامر إِلَى أَهله وَلَو طلب بِتَقْدِيم لم يغلب عَلَيْهِ أَو بِحَدِيث لم يسْبق إِلَيْهِ فَلَمَّا سَمعه الْحجَّاج اسْتَحى فَقَالَ يَا بن عتبَة إِنَّا نسترضيكم بِأَن نعتب عَلَيْكُم ونستعطفكم بِأَن ننال مِنْكُم وَقد غلبتم على الْحلم فوثقنا لكم بِهِ وَعلمنَا أَنكُمْ تحبون أَن تحلموا فتعرضنا للَّذين تحبون

<<  <   >  >>