(أنّا لك عبدٌ سامعٌ ومطيعٌ ... وإنّي بما تهوى إليك سريع)
(ولكن لي كفّاً أعيش بفضلها ... فما أشتري إلا بها وأبيع)
(أأجعلها تحت الرّحى ثمّ أبتغي ... خلاصاً لها {إنّي إذن لرقيع)
١٥٨ - وروّينا أنّ المتوكل قال: أشتهي أنادم أبا العيناء لولا أنّه ضريرٌ؛ فقال أبو العيناء: إن أعفاني أميرُ المؤمنين من رؤية الهلال ونقش الخواتيم فإني أصلح.
١٥٩ - وقيل لأبي العيناء: بقي من يلقى؟ قال: نعم} في البئر.
١٦٠ - قال علي بن سليمان الأخفش: سمعت أبا العيناء يقول: كنت يوماً في الورّاقين، إذ رأيت منادياً مغفّلاً، في يده مصحف مخلّق الأداة، فقلت له: ناد عليه بالبراءة ممّا فيه؛ وأنا أعني أداته، فأقبل ينادي بذلك، فاجتمع أهل السّوق والمارّة على المنادي، وقالوا لهُ: يا عدوّ الله! تنادي على مصحف بالبراءة ممّا فيه.
قال: وأوقعوا به، فقال لهم: ذلك الرّجل القاعد أمرني بذلك؛ فتركوا المنادي، وأقبلوا عليّ، ورفعوني إلى الوالي، وكتب في أمري إلى السلطان، فأمر بحملي، فحملت مستوثقاً مني، واتصل خبري بابن أبي داؤدٍ، فلم يزل يتلطّف في أمري حتى خلّصني.
١٦١ - قال أبو العيناء: كان سبب خروجي من البصرة وانتقالي عنها، أني مررت بسوق النّخّاسين يوماً، فرأيت غلاماً ينادي عليه