فِي الْمُضَاف غير وَارِد لِأَن إِذا عِنْد هَؤُلَاءِ غير مُضَافَة كَمَا يَقُوله الْجَمِيع إِذا جزمت كَقَوْلِه
١٤ - ( ... وَإِذا تصبك خصَاصَة فَتحمل)
وَالثَّانِي أَنه مَا فِي جوابها من فعل أَو شُبْهَة وَهُوَ قَول الْأَكْثَرين وَيرد عَلَيْهِم أُمُور أَحدهَا أَن الشَّرْط وَالْجَزَاء عبارَة عَن جملتين ترْبط بَينهمَا الأداة وعَلى قَوْلهم تصير الجملتان وَاحِدَة لِأَن الظّرْف عِنْدهم من جملَة الْجَواب والمعمول دَاخل فِي جملَة عَامله وَالثَّانِي أَنه مُمْتَنع فِي قَول زُهَيْر
١٤٣ - (بدا لي أَنِّي لست مدرك مَا مضى ... وَلَا سَابِقًا شَيْئا إِذا كَانَ جائيا)
لِأَن الْجَواب مَحْذُوف وَتَقْدِيره إِذا كَانَ جائيا فَلَا أسبقه وَلَا يَصح أَن يُقَال لَا أسبق شَيْئا وَقت مَجِيئه لِأَن الشَّيْء إِنَّمَا يسْبق قبل مَجِيئه وَهَذَا لَازم لَهُم أَيْضا إِن أجابوا بِأَنَّهَا غير شَرْطِيَّة وَأَنَّهَا معمولة لما قبلهَا وَهُوَ سَابق وَأما على القَوْل الأول فَهِيَ شَرْطِيَّة محذوفة الْجَواب وعاملها إِمَّا خبر كَانَ أَو نفس كَانَ إِن قُلْنَا بدلالتها على الْحَدث وَالثَّالِث أَنه يلْزمهُم فِي نَحْو إِذا جئتني الْيَوْم أكرمتك غَدا أَن يعْمل أكرمتك فِي ظرفين متضادين وَذَلِكَ بَاطِل عقلا إِذْ الْحَدث الْوَاحِد الْمعِين لَا يَقع بِتَمَامِهِ فِي زمانين وقصدا إِذْ المُرَاد وُقُوع الْإِكْرَام فِي الْغَد لَا فِي الْيَوْم
فَإِن قلت فَمَا ناصب الْيَوْم على القَوْل الأول وَكَيف يعْمل الْعَامِل الْوَاحِد فِي ظرفي زمَان
قُلْنَا لم يتضادا كَمَا فِي الْوَجْه السَّابِق وَعمل الْعَامِل فِي ظرفي زمَان يجوز إِذا كَانَ أَحدهمَا أَعم من الآخر نَحْو أتيك يَوْم الْجُمُعَة سحر وَلَيْسَ بَدَلا
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute