بالرجع من قَوْله تَعَالَى {إِنَّه على رجعه لقادر} وَإِذ علق أَيَّامًا بالصيام من قَوْله تَعَالَى {كتب عَلَيْكُم الصّيام كَمَا كتب على الَّذين من قبلكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون أَيَّامًا معدودات} فَإِن فِي الأولى الْفَصْل بِخَبَر إِن وَهُوَ لقادر وَفِي الثَّانِي الْفَصْل بمعمول كتب وَهُوَ كَمَا كتب
فَإِن قيل لَعَلَّه يقدر كَمَا كتب صفة للصيام فَلَا يكون مُتَعَلقا بكتب
قُلْنَا يلْزم مَحْذُور آخر وَهُوَ إتباع الْمصدر قبل أَن يكمل معموله وَنَظِير اللَّازِم لَهُ على هَذَا التَّقْدِير مَا لزمَه إِذْ قَالَ فِي قَوْله تَعَالَى {وَصد عَن سَبِيل الله وَكفر بِهِ وَالْمَسْجِد الْحَرَام} إِن الْمَسْجِد عطف على سَبِيل الله وَإنَّهُ حِينَئِذٍ من جملَة مَعْمُول الْمصدر وَقد عطف كفر على الْمصدر قبل مَجِيئه