بأَذنابِ البَقَرِ، لأَنَّ الذُنابَى واحِدٌ مِثْلُ الذَّنَبِ، وَفِي هامِشٍ آخَرَ، بخَطِّه أَيضاً: كَانَ فِي الأَصلِ بذُنابَى البَقَرَ، وَقد أُصلِحَ من خَطِّ أَبي زَكرِيّا بأَذنابِ البَقَرِ، وَهُوَ الصَّوابُ، لأَنَّ الذُنابَى واحِدٌ، ثمَّ رأَيْتُ العَلاّمَةَ الشَّيْخَ عبد القادرِ بنَ عُمَرَ البغدادِيَّ قد تكلَّمَ على البيتِ الَّذِي أَنشدَه الجَوْهَرِيّ فِي شرح شواهِدِ المُغني، وتعرَّضَ لكَلَام المُصَنِّفِ، وَنقل عَن خطّ ياقوت المَوْصِلِيِّ مَا نقلْتُه برُمَّتِه، ثمَّ قالَ: وَقد تبعَهما صاحِبُ الْقَامُوس، والغَلَطُ مِنْهُم لَا من الجَوْهَرِيِّ، فإنَّ غايَةَ مَا فيهِ التَّعبيرُ عَن الجَمعِ بالواحِدِ، وَهُوَ سائغٌ، قَالَ الله تَعَالَى: سَيُهْزَمُ الجَمْعُ ويُوَلُّونَ الدُّبُرَ أَي الأَدبارَ، وأَمّا غلَطُهُم فجهلُهُم بصِحَّةِ ذلكَ، وزَعمُهم أَنَّه خَطَأٌ. على أَنَّ غالِبَ النُّسَخِ كَمَا نقلْنا، وَقد نقلَ شيخُنا أَيضاً هَذَا الكلامَ، وفَوَّقَ بِهِ إِلَى المُصنِّف سِهامَ المَلامِ، ونسأَلُ الله حُسْنَ الخِتام. وَفِي الْبَيْت الَّذِي استشهَدَ بِهِ، وَهُوَ قولُ ودّاكٍ الطّائيِّ، تِسعةُ أَغلاطٍ، قَالَ شيخُنا: هُوَ بيتٌ مَشهورٌ، استدَلَّ بِهِ أَعلامُ اللُّغَةِ والنَّحوِ وغيرُهم، ونبَّهوا على أَغلاطِه، كَمَا فِي شُروحِ المُغني وشُروحِ شواهِدِه، فَلَيْسَتْ من مُخترعاتِه حتّى يتبَجَّحَ بهَا، بل هِيَ مَعروفَةٌ مَشهورَةٌ، وَقد أَورَدَها عبدُ الْقَادِر البَغدادِيُّ مَبسوطَةً، وساقَها أَحْسَنَ مَساقٍ، رحِمَه الله. وتَسَلَّعَ عَقِبُه، أَي تَشَقَّقَ، نَقله الصَّاغانِيُّ. وانْسَلَعَ: انْشَقَّ، نَقله الجَوْهَرِيّ وأَنشدَ للرَّاجِزِ، وَهُوَ أَبو محمّد الفَقْعَسِيُّ: من بارِئِ حِيصَ ودَامٍ مُنْسَلِعْ وَفِي اللِّسَان: هُوَ لِحُكَيْمِ بنِ مُعَيَّةَ الرَّبَعِيِّ، وأَوَّلَه: تَرى برِجْلَيْهِ شُقوقاً فِي كَلَعْ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute