وأَنْشَده الأَخفشُ عَن المُبرِّد، إِلَاّ أَنّه قالَ المُمَزَّقُ بن المُخَرِّق. (و) المُمَزَّق (كمُعَظَّم: مَصْدَرٌ كالتَّمْزِيق) . وَمِنْه قَولُه تَعالَى: {ومزقناهم كل ممزق} أَى: فُرِّقْناهم فتَفَرَّقوا. وقولُه تَعالَى: {إِذا مزقتم كل ممزق} أَى: إِذا فُرِّقَتْ أَجْسامُكم فِي القُبُورِ. وَفِي حَدِيثِ كِتابه إِلى كِسْرَى " لَمَّا مَزَّقه دَعَا عَلَيْهِم أَن يُمَزَّقوا كلَّ مُمَزَّقٍ "، أَرادَ زَوالَ مُلْكِهم، وقَطْعَ دابِرِهم، وَهُوَ مَجازٌ. (والمِزَقُ، كعِنَبٍ: القِطَعُ من) الثَّوْبِ (المَمْزُوقِ) نَقَلَهُ الجَوْهَرىُّ. يُقال: صارَ الثَّوْبُ مِزَقاً. قالَ الليثُ: وَلَا يَكادُون يُفْرِدُون المِزْقَة، وكذلِك المِزَق من السَّحاب. يُقال: سَحابَةٌ مِزَقٌ، على التَّشبِيهِ، كَمَا قالُوا: كِسَفٌ. قَالَ رُؤْبة:
(فِي عانَةٍ تُلْقِى النَّسِيلَ عِقَقَا ... )
(قد طَار عَنْهَا فِي المَراغِ مِزَقَا ... )
(وناقَةٌ مِزاقٌ، كَكِتاب: سَرِيعةٌ جِدَّا) نَقَلَه الجَوْهَرىُّ، وَهُوَ قَولُ ابنِ السّكِّيتِ، زادَ غيرُه: يكادُ يتَمزَّقُ عَنْهَا جِلدُها من نَجائِها، وزادَ فِي التَّهذِيبِ: ناقةٌ شَوْشاة مِزاقٌ لأَنَّ جِلدَها يكادُ يتَمزَّقُ عَنْهَا من سُرْعَتِها. قَالَ حُمَيْد بنُ ثَوْرِ رضِىَ اللهُ عَنهُ:
(فجاءُوا بشَوْشاةٍ مِزاقٍ تَرَى بهَا ... نُدُوباً من الأَنْساعِ فَذًّا وتَوْأَمَا)
(ومُزَيْقِياءُ: لَقَب عَمْرِو بنِ عَامِر) ماءِ السَّماءِ بنِ حارثَةَ الغِطْريف بن امْرىءِ القَيْس البِطْرِيقِ، بن ثَعْلبة البُهْلول بن مازِن السّبراح بنِ الأَزْد (مَلِك اليَمَن) وَهُوَ جَدُّ الأَنصارِ؛ لأَنَّه (كانَ يَلْبَسُ كُلَّ يَوْم حُلَّتَيْن، ويُمَزِّقُهُما بالعَشِىِّ، يَكْرَه العَوْدَ فِيهِما، ويأْنف أَنْ يَلْبَسهُما) أَحدٌ (غَيْرُه) . وقِيلَ: إِنَّه كَانَ يُمَزِّقُ كلَّ يَوْم حُلَّةً، فيَخْلَعُها على أَصحابِه، وقيلَ: لأَنَّه كَانَ يَلْبَسُ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute