وَقيل: هُوَ عامٌّ فِي جَمِيع الأَرْض، وَأَرَادَ المَعالِمَ الَّتِي يُهْتَدَى بهَا فِي الطَّرِيق. وَقَالَ اللَّيْث: التُّخُومُ مَفْصِلُ مَا بَيْنَ الكُورَتَيْن والقَرْيَتَيْن، قَالَ: ومُنْتَهَى أَرْضِ كُلِّ كُورَةٍ وقَرْيَةٍ تُخُومُها، وَقَالَ أَبُو الهَيْثَم: هِيَ الحُدُودُ. وَقَالَ الفَرّاء: هِيَ التُّخُوم مَضْمُومَة. (ج: تُخُومٌ أَيْضا) أَي: بالضَّمِّ ظاهرُه أَنه جَمْعٌ للتُّخُوم، وَفِيه نَظَر، وَإِنَّمَا هُوَ من الأَلْفاظ الَّتِي استُعْمِلَت بِمَعْنَى المُفْرَد وبَمَعْنَى الجَمْع، نَبَّهَ عَلَيْهِ شَيْخُنا، (وتُخُمٌ، كَعُنُقٍ) ، ظاهرُهُ أَنّه جَمْعُ تُخُومٍ، بالضَّمّ، وَفِيه نَظَرٌ، بل تُخُمٌ بِضَمَّتَيْن جمعُ تَخُومٍ كَصَبُورٍ وصُبُرٍ وَغَفُورٍ وَغُفُرٍ، حَمْلاً على جَمْع النَّعْت.
وَقَالَ ابنُ السِّكِّيت: هِيَ تُخُوم الأَرْضِ والجَمْع تُخُمٌ، قَالَ: وَهِي التُّخُوم أَيْضا، بالضَّمّ، على لَفْظِ الجَمْع وَلَا يُفْرَد لَهَا واحِدٌ. وَأنْشد الجوهريُّ لأبِي قَيْسٍ ابنِ الأَسْلَت:
(يَا بَنِيَّ التُّخُومُ لَا تَظْلِمُوها ... إِنَّ ظُلْمَ التُّخُومِ ذُو عُقّالِ)
قَالَ الفَرّاء: تُخُومُها حُدُودُها، أَلا ترى أَنَّه قَالَ لَا تَظْلِمُوها، وَلم يَقُلْ لَا تَظْلِمُوهُ. قَالَ ابنُ السِّكِّيت: (أَو الواحِدُ تُخْمٌ، بالضَّمِّ) وَهَذِه شاميّة، (وتَخْمٌ) مثل فَلْس وفُلُوسٍ، يُقال: فلانٌ على تَخْمٍ من الأَرْضِ، وَهُوَ مُنْتَهَى كلّ قريةٍ وَأَرْض، (وتَخُومَةٌ بَفَتْحِهِما وَهَذِه نَقلها أَبُو حَنِيفَة عَن السُّلَمِيِّ، وَأنْشد أَبُو عَمْرٍ ولأَعْرَابِيٍّ من بني سُلَيْم:
(وإنْ أَفْخَرْ بِمَجْدِ بَنِي سُلَيْمٍ ... أَكُنْ مِنْهَا التَّخُومَةَ والسَّرارَا)
وَقَالَ أَبُو عُبَيْد: أصحابُ العَرَبِيّة يَقُولُونَ: هِيَ التَّخُوم كصَبُورٍ ويجعلونها وَاحِدَة، وَأما أَهْلُ الشامِ فَيَقُولُونَ بِضَم التّاءِ يَجْعَلُونها جَمْعًا وَالْوَاحد تَخْمٌ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute