اسمٌ جاسِعٌ، يُطْلَقُ على (الجَوْهَرِ كُلِّه، كالدُّرِّ والياقُوتِ.
(و) قَالَ المازِنِيُّ: العَسْجَد: (البعِيرُ الضَّخْمُ) ، واللَّطِيمُ: الصَّغِيرُ من الإِبل.
وَفِي الصِّحَاح، العَسْجَدُ: أَحدُ مَا جاءَ من الرُّباعِيِّ بَغَيْرِ حَرْفٍ ذَوْلَقِيٍ. والحروف الذَّوْلَقِيَّةُ سِتَّةٌ: ثلاثةٌ من طَرَفِ اللِّسَانِ، وَهِي: الرَّاءُ واللَّام والنُّون، وثلاثةٌ شَفَهِيَّةٌ، وَهِي: الباءُ والفَاءُ وَالْمِيم. وَلَا تَجِد كلمة رُبَاعِيَّةً وَلَا خُمَاسِيَّةً إِلَّا فِيهَا حرْفٌ أَو حرْفانِ من هاذه الستةِ أَحرف، إِلّا مَا جاءَ نَحْو عَسْجد وَمَا أَشبهه. انْتهى. وَمثله فِي (سرّ الصِّناعَة) لِابْنِ جِنّي، والاقتراح) . وَفِي مقدِّمات (سفاءِ الغَليل) .
وأَحسَنُ كلامِ الْعَرَب مَا بُنِيَ من الحُرُوفِ المتباعدةِ المخارِجِ، وأَخَفُّ الحُروفِ حُروفُ الذَّلَاقَةِ، وَلذَا لَا يَخلو الرُّباعي والخُمَاسيُّ مِنْهَا إلَّا (نَحْو) عَسْجَد، لِشَبَهِ السِّين فِي الصَّفير بالنُّون فِي الغُنَّة، فإِذا وَرَدَت كلمةٌ رُباعيّةٌ، أَو خُماسِيَّة لَيْسَ فِيهَا شيْءٌ من حُروفِ الذَّلَاقةِ فاعلمْ أَنَّها غير أَصلِيَّة فِي العَرِبيَّة. انْتهى.
قلتُ: وَمن هُنَا أَخذَ مُلَّا على فِي (النامُوس) ، وحَكَم على عَسْجَد أَنَّه لَيْسَ بعربيَ، وغَفَلَ عَن الاستثناءِ، وحَفِظَ شَيْئا وغابَت عَنهُ أَشياءُ. وَفِي كَلَامه فِي (الناموس) غلطٌ من وَجْهَين، أَشار لَهُ شيخُنَا، رَحمَه الله تَعَالَى، فراجِعْه.
(و) قَالَ ثَعْلَب: اختلَفَ النّاسُ فِي العَسْجَدِ، فرَوَى أَبو نَصْرٍ عَن الأَصْمَعيِّ فِي قَول غامانَ بنِ كَعْب بن عَمْرِو بن سَعْدٍ:
إِذَ اصْطَكَّتْ بِضَيْقٍ حَجْرَتَاها
تَلَاقَى (العَسْجَدِيَّةُ) واللَّطِيمُ
قَالَ: العَسْجَدِيَّةُ منسوبةٌ إِلى سُوقٍ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute