للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(تَرَوَّحْنا من اللَّعْباءِ قَصْراً ... فأَعْجَلْنا إلاهةَ أَنْ تَؤوبا)

وهي الشمس.

وأمَّا (الفَلَكُ) فمستدارُ قَطْبِ السماءِ، قالَ اللهُ عزَّ وجلَّ: {كُلٌّ في فَلَكٍ يَسْبَحونَ} (٣٨) .

وأمَّا (العَفَرُ) و (السّهام) فالذي يُسَمَّى مُخاطَ الشيطانِ في الشمس.

وأمَّا (العَبُ) (٣٩) ، بتخفيف الباء، مثل الدمِ، فهو ضَوْءُ الشمسِ وحُسْنُها. ومن ذلك: عَبُ شَمْسٍ، فيمن خَفَّفَ. ومَنْ ثَقَّلَ قالَ: هذه عَبُّ الشمسِ، ورأيتُ عَبَّ الشمسِ: يريد: عَبْدَ شَمْسٍ، فأدغمَ الدالَ في الشين، كما تقولُ: ثلاثةُ دراهِمَ، فتُدغم التاء في الدال (٤٠) .

وبعضُهُم يقولُ: هؤلاءِ عَبَ الشمسِ، بالفتح، في كلِّ وَجْهٍ، قالَ الشاعرُ (٤١) :

(إذا ما رأتْ شمساً عَبَ الشمسِ شَمَّرَتْ ... إلى أهلِها والجُلْهِمِيُّ عَمِيدُها)

وقالوا: (الضِّحُّ) : الشمسُ. وقال ذو الرُّمَّةِ (٤٢) :

(تَرَى صَمْدَهُ من كلِّ ضِحٍّ يُعينُهُ ... حَرُورٌ كتسفاعِ الضِّرامِ المُشَعَّلِ)

وأمَّا (الأَيا) ، مقصورٌ، فهو ضوءُ الشمسِ وحُسْنُها.

والأيا: أيا النبتِ: حُسْنُهُ (٣ أ) وزَهْرُهُ. قال الشاعرُ (٤٣) ، فمدَّه وكَسَرَ الأَلِفَ:

(يُنازِعها لونانِ وَرْدٌ وجُؤوةٌ ... ترى لإياءِ الشمسِ فيه تَحَدُّرا)

وقالوا: إياةُ الشمسِ: شُعاعُها. وقال طَرَفَة (٤٤) فكَسَرَ الألفَ:

(سَقَتْهُ إياةُ الشمسِ إلاّ لِثاتِهِ ... أُسِفَّ ولم تَكْدِمْ عليهِ بإثْمِدِ)

وقالوا (الشٌّ عاعُ والشُّعاعَةُ والشُّعُّ) كُلُّهُ للضياء.


(٣٨) الأنبياء ٣٣.
(٣٩) نقل المرزوقي قول قطرب في الأزمنة والأمكنة ٢ / ٤٥.
(٤٠) في الأزمنة والأمكنة ٢ / ٤٥: كما قيل: ثلث الدرهم فيدغم الثاء بالدال.
(٤١) بلا عزو في الأزمنة والأمكنة ٢ / ٤٥.
(٤٢) ديوانه ١٤٩٢ وفيه: كتشعال.
(٤٣) بلا عزو في اللسان (جواً) . والجؤوة: سواد في غبرة وحمرة.
(٤٤) ديوانه ١١.

<<  <   >  >>