للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

رُتَّة: ثِقَلٌ فِي اللِّسَان. ويُقال: هذافمُ زيدٍ، وفو] زيدٍ، ورأيتُ فازيدٍ، ووضعتُ الشيءَ فِي فِي زيدٍ، إِذا أَضَفْتَ لم تُبالِ أَيّهما جئتَ بِهِ، فإِذا لم تُضِفْ لم يكن إلاّ فَمٌ، نَحْو قولكَ: رأيتُ لَهُ فَماً حَسَناً، وَلَا تقلْ: فاحسناً. وَهَذَا فِيَّ، لَا فوكَ فَمَا حسنا، إلاّ أَنَّهُ قد جَاءَ فِي الشّعْر. وَلَيْسَ كلُّ مَا (١٥٣) يجوزُ فِي الشعرِ يجوزُ فِي الْكَلَام لأَنَّ الشعرَ موضِعُ اضطرارٍ. وَقَالَ العجّاجُ (٩) . خالَطَ مِن سَلْمى خياشِيمَ وفا وَحكى لنا بعضُ العلماءِ عَن يُونُس بن حبيب النحويّ (١٠) أَنَّهُ قالَ: يُقالُ: فَمٌ، لكلّ شيءٍ من الطيرِ وَغير ذَلِك، قَالَ رؤبة (١١) يصفُ الحوتَ: كالحوتِ (١٢) لَا يرويهِ شيءٌ يَلْهَمُهْ يُصبِحُ ظمآنَ وَفِي البحرِ فَمُهْ وقالَ حُمَيْدُ بنُ ثَوْرٍ (١٣) يصفُ الحمامةَ: عجِبْتُ لَهَا أنَّى يكونُ غِناؤها فصيحاً وَلم تَفْغَرْ بمنطِقِها فَمَا قَوْله: تَفْغَر، أَي تَفْتَح. فَجعلَا للحمامةِ والحوتِ فَماً. (بَال الشّفة) قَالَ الْأَصْمَعِي (١٤) : هِيَ من (١٥) الْإِنْسَان الشَّفَةُ، وكانَ يَنْبَغِي أَن تكون (١٦) شَفْهَةً، وَذَلِكَ أنَّهم إِذا صغَّروها قَالُوا: شُفَيْهَة، فيردونها إِلَى أَصْلهَا، ويجمعونَ فيقولونَ: شِفاهٌ كثيرةٌ. وهما من الْبَعِير الشفران، الْوَاحِدَة مِشْفَرٌ، والجميعُ مشافِرُ. وهما من ذواتِ الحَافِر الجَحْفَلَتان، الْوَاحِدَة جَحْفَلَةٌ، والجمعُ جحافلُ. ويُقالُ لَهُ من ذواتِ الأظلافِ المِقَمَّة والمِرَمَّة وَذَلِكَ أنّها (١٧) تَقْتَمٌ بهَا وتَرْتَم (١٨) ، أَي تطلبُ مَا تاكل


(٩) ديوانه ٢ / ٢٢٥.
(١٠) من عُلَمَاء الْبَصْرَة، روى عَنهُ سِيبَوَيْهٍ، توفّي سنة ١٨٢ هـ. (المعارف ٥٤١، مُعْجم الأدباء ٢٠ / ٦٤) .
(١١) ديوانه ١٥٩.
(١٢) من هُنَا تبدأ نُسْخَة ب.
(١٣) ديوانه ٢٧.
(١٤) الْفرق ٦.
(١٥) ب: وَمن الْإِنْسَان.
(١٦) ب: يكون.
(١٧) ب: لِأَنَّهَا.
(١٨) الأَصْل: وترتم بهَا.

<<  <   >  >>