للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:


بن يحيى في مسألة خلق اللفظ، وكان قد سمع منه، فلم يمكنه ترك الرواية عنه، وروى عنه في الصوم والطب والجنائز والعتق وغير ذلك مقدار ثلاثين موضعًا، ولم يصرح بإسمه فيقول: حدثنا محمد بن يحيى الذهلي، بل يقول: حدثنا محمد، ولا يزيد عليه، ويقول: محمد بن عبد الله فينسبه إلى جده، وينسبه أيضاً إلى جد أبيه، وتوفي محمد المذكور سنة (٢٥٢) اثنتين، وقيل: سبع، وقيل: ثمان وخمسين ومائتين رحمه الله تعالى، والله أعلم. ا. ه [ابن خلكان]
أبو الحسين مسلم بن الحجاج القشيري
بالتصغير نسبة إلى بني قشير، قبيلة من العرب، وهو نيسابوري، أحد أئمة علماء هذا الشأن، سمع من مشايخ البخاري وغيرهم، كـ (أحمد ابن حنبل)، و (إسحاق بن راهويه)، و (قتيبة بن سعيد)، و (القعنبي)، وروى عنه جماعة من كبار أئمة عصره وحفاظ دهره، كـ (أبي حاتم الرازي)، و (ابن خزيمة)، وخلائق، وله المصنفات الجليلة غير جامعه الصحيح، كـ (المسند الكبير)، صنفه على ترتيب أسماء الرجال، لا على تبويب الفقه، وكـ (الجامع الكبير) على ترتيب الأبواب، و (كتاب العلل)، و (كتاب أوهام المحدثين)، و (كتاب التمييز)، و (كتاب من ليس له إلا راو واحد)، و (كتاب طبقات التابعين)، و (كتاب المخضرمين)، قال: صنفت الصحيح من ثلاثمائة ألف حديث مسموعة، وهو (أربعة آلاف) بإسقاط المكرر، وأعلى أسانيده ما يكون بينه وبين النبي أربعة وسائط، وله بضع وثمانون حديثا بهذا الطريق.
ولد عام وفاة الشافعي سنة (٢٠٤) أربع ومائتين، وتوفي في رجب سنة (٢٦١) إحدى وستين ومائتين، وقد رحل إلى العراق والحجاز والشأم ومصر، وقدم بغداد غير مرة، وحدث بها، وكان آخر قدومه بغداد سنة (٢٥٧) سبع وخمسين ومائتين، وكان عقد له مجلس بنيسابور للمذاكرة، فذكر له حديث فلم يعرفه، فانصرف إلى منزله، وقدمت له سلة فيها تمر، فكان يطلب الحديث، ويأخذ تمرة تمرة، فأصبح وقد فني التمر، ووجد الحديث، ويقال: إن ذلك كان سبب موته، ولذا قال ابن الصلاح: كانت وفاته بسبب غريب، نشأ من غمرة فكرة علمية، وسنه قيل: (٥٥) خمس وخمسون، وبه جزم ابن الصلاح، وتوقف فيه الذهبي، وقال: إنه قارب الستين، وهو أشبه من الجزم ببلوغه الستين، قال شيخ مشايخنا علامة العلماء المتبحرين شمس الدين محمد الجزري في مقدمة شرحه للمصابيح المسمى بتصحيح المصابيح: إني زرت قبره بنيسابور، وقرأت بعض صحيحه على سبيل التيمن والتبرك عند قبره، ورأيت آثار البركة، ورجاء الإجابة في تربته. ا. ه شرح مشكاة لنور الدين القاري الهروي.
ولله در الإمام أبي الفتوح العجلي في مدح صحيح مسلم القشيري :
صحيح القشيري ذو رتبة … تفوق الثريا إذا ما اعتلت
فألفاظه مثل نور الرياض … سقيها السواري إذا ما سرت
وأما المعاني فكالشمس تحت السـ .... سحاب الخريفي عنه انجلت
فلله دولة هذا الإمام … ولله همته إن علت
عليه من الله رضوانه … فقد تم مسعاته وانتهت

<<  <  ج: ص:  >  >>