للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

فالحمدُ يبقي ذكرَ كلِّ فتىً ... ويبينُ قدرَ مواقعِ الكرمِ

والشكرُ مهرٌ للصنيعةِ إن ... طلبتْ مهورُ عقائلِ النّعمِ

إبراهيم بن العباس:

ولكنّ الجواد أبا هشام ... وفيّ العهد مأمون المغيبِ

بطئٌ عنك ما استغنيتَ عنه ... وطلاّعٌ إليك مع الخطوبِ

السريّ:

أعزمتكَ الشّهابُ أمِ النهارُ ... أراحتكَ السّحابُ أمِ البحارُ

خلقتَ منيّةً ومنىً فإما ... تمورُ بكَ البسيطةُ أو تمارُ

تحلّي الدينَ أو تحمي حماهُ ... فأنتَ عليه سورٌ أو سوارُ

البحتري:

سلام الله منك على جواد ... إذا جارى حوى قصب السباقِ

سما للمجد مبيّض الأيادي ... فسيح الظل ممدود الروّاقِ

ابن الرومي:

فلي من بطنِ راحتهِ ارتواءُ ... ولي في ظهرِ راحتهِ استلامُ

ظللتُ بمأمنٍ منه حريزٍ ... يخيّل أنه البلدُ الحرامُ

وقال:

وقلَّ من ضمنتْ خيراً طويَّتهُ ... إلاّ وفي وجههِ للبشرِ عنوانُ

تلقاه وهو مع الإحسانِ معتذرٌ ... وقد يسيءُ مسيءٌ وهو منّانُ

إذا تيممهُ العافي فكوكبهُ ... سعدٌ ومرعاهُ في واديهِ سعدانُ

إذا بدا وجهُ ذئبٍ فهو ذو سنةٍ ... وإن بدا وجهُ خطبٍ فهو يقظانُ

أحيا بكَ الله هذا الخلقَ كلّهمُ ... فأنتَ روحٌ وهذا الخلقُ جثمانُ

أبو تمام:

فافخرْ فما من سماءٍ للعلى رفعت ... إلاّ وأفعالكَ الحسنى لها عمدُ

واعذرْ حسودكَ فيما قد خصصتَ به ... إنَّ العلى حسنٌ في مثلها الحسدُ

وله:

له كرمٌ لو كانَ في الماءِ لم يغضْ ... وفي البرقِ ما شامَ امرؤٌ برقَ خلّبِ

أخو عزماتٍ بذلهُ بذلُ محسنٍ ... إلينا ولكن عذرهُ عذرُ مذنبِ

أحمد بن أبي طاهر:

إذا ما أتاه السائلون توقّدت ... عليه مصابيح الطلاقة والبشرِ

له في ذوي المعروف نعمى كأنها ... مواقع ماءِ المزن في البلد القفرِ

البحتري:

لو أنَّ كفّكَ لم تجدْ لمؤمّلٍ ... لكفاهُ عاجلُ بشركَ المتهلِّلِ

وإذا أمرت مما يقال لك اتئدْ ... وإذا قضيت فما يقال لك اعدلِ

وله:

ولقد جريتَ إلى المعالي سابقاً ... وأخذتَ حظَّ الأوّلِ المتقدّمِ

وكبا عدوّكَ حينَ رام بكَ الذي ... يخشى فقلنا لليدينِ وللفمِ

وله:

كلّهم عالمٌ بأنّكَ فيهم ... نعمةٌ ساعدتْ بها الأقدارُ

فوقتْ نفسك النفوس من السو ... ءِ وزيدت في عمركَ الأعمارُ

وله:

إذا ساغَ كفَّ اللحظُ عن كلِّ منظرٍ ... سواه وغضَّ الصوتُ عن كلِّ مسمعِ

فلستَ ترى إلاّ إفاضةَ شاخصٍ ... إليه بعينٍ أو مشيراً بإصبعِ

آخر:

فتىً إذا عدَّتْ تميم معاً ... ساداتها عدوّه بالخنصرِ

ألبسه الله ثياب العلى ... فلم تطل عنه ولم تقصرِ

أبو تمام:

ملكٌ تضئُ المكرماتُ إذا بدا ... للملك منه غرَّةٌ وجبينُ

ساسَ الأمورَ سياسةَ ابن تجاربٍ ... رمقتهُ عينُ الملكِ وهو جنينُ

لانت مهزَّتهُ فعزَّ وإنما ... يشتدّ بأسُ الرمحِ حين يلينُ

الخنساء:

طويلَ النّجادِ رفيعَ العما ... دِ سادَ عشيرتهُ أمردا

يحمّلهُ القومُ ما عالهمْ ... وإن كانَ أصغرهمْ مولدا

ترى الحي وفداً إلى بابهِ ... يرى أفضلَ الكسبِ أن يحمدا

مروان بن أبي حفصة:

يفيضُ ندى كفّيهِ طوراً وتارةً ... تمجُّ دماً أرماحهُ ومناصلهْ

تروكُ الهوى لا السُّخطُ منه ولا الرّضى ... لدى موطنٍ إلاّ على الحقِّ حاملهْ

أبو نواس:

يا ناقُ لا تسأمي أو تبلغي ملكاً ... تقبيلُ راحتهِ والركن سيّانِ

متى تحطّي إليه الرّحلَ سالمةً ... تستجمعي الخلقَ في جثمانِ إنسانِ

طريح بن إسماعيل:

في وجههِ النورُ يستبانُ كما ... لاحَ سراجُ النهارِ إذ تقدُ

ما ولدت حرّةٌ على عقر ال ... أرض شبيهاً له ولا تلدُ

شبيب بن البرصاء:

طويل يد السّربال عارٍ جبينه ... كنصل اليماني أخلصته صياقلهُ

إذا همَّ بالمعروف لم تجر طيره ... نحوساً ولم تسبق نداه عواذلهْ

أبو نواس:

<<  <   >  >>