للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

عطاؤك زينٌ لامرئ إن حبوته ... بسيبٍ وما كلّ العطاء يزينُ

وليس بشينٍ لامرئٍ بذلُ وجههِ ... إليكَ كما بعضُ السؤالِ يشينُ

وقال زهير بن أبي سلمى:

منْ يلقَ يوماً على علاّتهِ هرماً ... يلقَ السماحةَ منه والنَّدى خلقا

لو نالَ حيٌّ من الدنيا بمكرمةٍ ... أُفقَ السماءِ لنالتْ كفُّه الأُفقا

قد يجعلُ المبتغون الخيرَ في هرمٍ ... والسائلونَ إلى أبوابه طُرقا

وقال آخر:

خلقت أنامله لقائم مرهفٍ ... ولبثّ فائدةٍ وذروة منبر

يلقى الرماحَ بوجههِ وبصدرهِ ... ويقيمُ هامتهُ مقامَ المغفرِ

ويقول للطرف اصطبر لشبا القنا ... فهدمتُ ركن المجد إن لم تُعقرِ

وإذا تأمَّل شخص ضيفٍ مقبلٍ ... متسربل سربال ليلٍ أغبرِ

أوْمى إلى الكوماء هذا طارقٌ ... نحرتنيَ الأعداءُ إنْ لم تُنحري

هذه الأبيات قد استحسنها أبو هلال والأقسام التي فيها يمجها طبعي وينفر عنها حتّى يعافها نقدي.

مروان بن أبي حفصة:

تفاضل يوماهُ علينا فأشْكلا ... فما نحنُ ندري أيُّ يوميه أفضلُ

أيومَ نداهُ الغمرُ أم يومَ بأسهِ ... وما منهما إلاّ أغرُّ مُحجّلُ

وقال آخر:

ولقد ضربنا في البلاد فلم نجد ... خلقاً سواك إلى المكارم يُنسبُ

فاصبر لعادتنا التي عوّدتنا ... أو لا فأرشدنا إلى منْ نذهبُ

التنوخي:

وفتيةٍ من حميرٍ حمر الظبا ... بيض العطايا حين يسودّ الأملْ

شموس مجدٍ في سماوات علًى ... وأُسد موت بين غابات الأملْ

السري:

ملكٌ إذا مدَّ خمسَ أناملٍ ... في الجودِ فاضَ لنا بخمسةِ أبحرِ

تلقاه يومَ الروعِ فارسَ معركٍ ... ضنْكٍ ويومَ السلمِ فارسَ منبرِ

وقال أيضاً:

تألَّق والخطوبُ لها ظلامٌ ... وأسفرَ والظلامُ لها قطوبُ

إذا شيمتْ بوارقهُ استهلّتْ ... سماءً من مواهبهِ يصوبُ

فمن حزمٍ تدينُ له الليالي ... ومن رأيٍ تبينُ لهُ الغيوبُ

وقال:

وإذا تبسَّم واستهلّ فعارضٌ ... لاحتْ بوارقهُ وفاضَ غمامهُ

ووصلتَ للإسلامِ بأسكَ مُقدماً ... بيضاء عزمكَ فاستنارَ ظلامهُ

أخذ البيت الأول ابن هود البوازيجي فقال من قصيدة وأجاد:

إذا ما أتاه سائلٌ برق الحيا ... بعارضهِ ثمَّ استهلَّت غمائمُه

وقلت من أبيات في الصاحب شمس الدين، عز نصره:

وإذا افترَّ لراحٍ ثغره ... سال صوبُ العُرف من ديمته

وقال السري:

فتًى شرَّعَ المجدَ المؤثَّلَ فالعلى ... مآربهُ والمكرماتُ شرائعهْ

فلا الجودُ إلاّ ما تفيدُ يمينهُ ... ولا مجد إلاّ ما تشيدُ وقائعهْ

إذا وعدَ السراءَ أنجزَ وعدهُ ... وإنْ وعدَ الضرَّاءَ فالعفوُ مانعهْ

يحنُّ إلى وردِ المنيةِ حاسراً ... إذا جادَ عن وردِ المنيةِ دارعهْ

هو الدهرُ يجري في البرية بأسهُ ... ببُؤسي وتجري بالسعودِ صنائعهْ

يعود إلى الرمح الرديني ماؤه ... ويورق إن ضُمت عليه أصابعه

ملكتَ زمامَ الدهرِ في كلّ حالةٍ ... فليسَ يضرُّ الدهرُ منْ أنتَ نافعهْ

البيت الثالث مأخوذ من قول الأول:

وإني إذا أوعدتُهُ أو وعدتُهُ ... لمخلفُ إيعادي ومُنجزُ موعدي

وأما قوله:

يحنُّ إلى ورد المنيّة حاسراً

فقد وصفه بالخرق وترك الحزم، ومثل هذا ما يقال إن الأعشى مدح ممدوحاً فقال:

وإذا تكونُ كتيبةٌ ملمومةٌ ... شهباءُ يخشى الرائدون نِزالها

كنتَ المقدّمُ غيرَ لابسِ جُنّةٍ ... بالسيفِ تضربُ مُعلماً أبطالها

ومدح كثيّر عبد الملك بن مروان فقال:

لآلِ أبي العاصي دلاصٌ حصينةٌ ... أجادَ المُسدِّي نسجها فأذالها

فقال له هلاّ قلت فيّ كما قال الأعشى وأنشد البيتين فقال: يا أمير المؤمنين وصفه بالخرق ووصفتك بالحزم. وقد أحسن القائل وظرف:

ألج العجاج إلى المقنع حاسراً ... وأزورها خوفَ الوشاةِ مقنّعا

وقال السري:

أمضى من القدرِ المحتومِ صارمهُ ... إلى النفوسِ وأمضى منه حاملهُ

مجرّدُ العزمِ في طاغٍ يقارعهُ ... عن حرمةِ الدينِ أو باغٍ يناضلهُ

<<  <   >  >>