للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وَكَانَ يَدْعُو هَؤُلَاءِ النَّفر وروى أَن الْقُرَّاء كَانُوا أَصْحَاب مشورة عمر رَضِي الله عَنهُ كهولا كَانُوا وشبانا

وَرُوِيَ أَنه اسْتَشَارَ فِي حد الْخمر فَقَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام ترَاهُ إِذا سكر هذى وَإِذا هذى افترى وعَلى المفتري ثَمَانُون جلدَة فَعمل بِرَأْيهِ وَاسْتَشَارَ فِي قصَّة الْمَرْأَة الَّتِي بعث إِلَيْهَا فَأَلْقَت جَنِينا مَيتا من الْفَزع فَقَالَ عُثْمَان وَعبد الرَّحْمَن بن عَوْف إِنَّمَا أَنْت وَال مؤدب وَقَالَ عَليّ عَلَيْهِ السَّلَام أرى عَلَيْك دِيَته لِأَنَّك أفزعتها وَأخذ بِرَأْيهِ

وَالْأَخْبَار فِي هَذَا الْبَاب عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَالْخُلَفَاء الرَّاشِدين تكْثر جدا وَتخرج بِنَا عَن حد الِاخْتِصَار فلنقصر مِنْهَا على هَذَا الْمِقْدَار ولنذكر شَيْئا من كَلَام الْحُكَمَاء والبلغاء

فَمن كتاب الْمُبْهِج يَنْبَغِي للْملك إِذا كَانَ ذِي رَأْي أصيل أَن يستشير فيستنير ويستمد وَلَا يستبد فَإِن ثَمَرَة المشورة أحلى من الْعَسَل المشور

قَالَ بعض البلغاء من اسْتَشَارَ استبصر وَمن استخار استظهر وَقيل من استبد بِرَأْيهِ خفت وطأته على أعدائه وَقَالَ بَعضهم لَا يَسْتَغْنِي حَلِيم

<<  <   >  >>