إِلَى رشدهم
قَالَ بعض البلغاء من جهل الْمَرْء وسفه رَأْيه أَن يتَصَوَّر فِي نَفسه ويتقرر فِي حسه أَن استمداد الآراء واستشارة النصحاء مِمَّا يزري بِهِ وَيَضَع من قدره فيستبد بِالتَّدْبِيرِ ويعرض عَن المشير فَيبقى فِي ظلمَة الْحيرَة وَيحصل على الْهم وَالْحَسْرَة
قَالَ من حق الْعَاقِل أَن يضيف إِلَى رَأْيه رَأْي الْعلمَاء وَإِلَى عقله عقول الْحُكَمَاء ويديم الإسترشاد وَيتْرك الإستبداد فَمن استشاد ق ١٩ الْعَالم فِيمَا ينويه واسترشد الْعَاقِل فِيمَا يَأْتِيهِ وضحت لَهُ الْأُمُور وَصلح لَهُ الْجُمْهُور واستنار فِيهِ الْقلب وَسَهل عَلَيْهِ الصعب وَقَالَ لَا تأنف من الإسترشاد وَلَا تستنكف من الإستمداد فَلِأَن تستشير وتندم خير من أَن تستبد وتسلم
وَقَالَ آخر المشاور بَين إِحْدَى الحسنيين صَوَاب يفوز بِهِ أَو خطأ يُشَارك فِي مكروهه
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute