للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} ١.

وقال صلى الله عليه وسلم: "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين"٢.

فالمراد بهذه المحبة هي: "المحبة الخاصة التي لا تصلح إلا لله، ومتى أحب العبد بها غيره، كان شركاً لا يغفره الله، وهي محبة العبودية المستلزمة للذل والخضوع والتعظيم، وكمال الطاعة، وإثاره على غيره"٣.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: " فحقيقة المحبة لا تتم إلا بموالاة المحبوب، وهو موافقته في حبه ما يحب، وبغض ما يبغض، والله يحب الإيمان والتقوى، ويبغض الفسوق والعصيان"٤.

وخلاصة القول إنّ الشرك في المحبة هو الحب المبني على إيثار غير الله عز وجل بالذل والخضوع والطاعة في المحبة الخاصة بالله تعالى.

أما الحب الغريزي الذي يشعر به الإنسان نحو أهله وأولاده مثلاً،


١ سورة التوبة آية: ٢٤.
٢ صحيح البخاري بشرح الفتح ١/٥٨ كتاب الإيمان، باب حب الرسول صلى الله عليه وسلم من الإيمان.
ومسلم ١/٦٧ كتاب الإيمان، باب وجوب محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
٣ انظر: تيسير العزيز الحميد ص: ٤٦٨.
٤ العبودية ص: ٢٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>