[الباب الثاني: معالم المنهج القرآني في دعوة المشركين.]
[الفصل الأول: في ثبوت وجود الله والدلائل على وحدانيته.]
...
الباب الثاني: معالم المنهج القرآني في دعوة المشركين: ويشتمل على ثلاثة فصول:
الفصل الأول: ثبوت وجود الله والدلائل على وحدانيته: ويشتمل على ما يلي:
تمهيد:
العالم تائية، والأمة حائرة، والظلام مطبق في كل ناحية، والنفوس مرتقبة ليوم جديد تشرق فيه شمس الأمان والعدل على جنبات هذا الكون، الذي مزقته الأحقاد، وأنهكته الضغائن والعداوات.
وتشرق شمس محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم تحمل الهداية والنور لهذا العالم المضطرب، ومعه القرآن الكريم خطاب الله تعالى إلى جميع الناس، على اختلاف مللهم ونحلهم وأوطانهم، وفيهم المنكرون لوجود الله تعالى، والمثبتون له، إلاّ أن الطريق قد اعوج والتوى بهم، فعاشوا على الشرك والأوهام، وعبدوا مع الله آلهة أخرى من الأحجار أو الأشجار، أو الإنسان، أو الحيوان، وغيرها.
وأمام هذا الحشد الهائل من البشر المليء بالمتناقضات، وقف القرآن الكريم يخاطب كلاً بالأسلوب الذي يناسبه، وبالحجة التي تلائمه، ليقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق.
والقرآن الكريم في منهجه وفي دعوة الناس عموماً، والمشركين خصوصاً إلى الإسلام، وإلى العقيدة الصحيحة، لم يأخذ أسلوب الجدل العقيم، أو الفلسفة الباطلة، أو بأدلة يستعصي على العقول فهو أدلتها.
ولكنه جاء سهلاً واضحاً يفهمه البدوي في الصحراء، كما يفهمه أهل الحضارة والثقافة في أرجاء الأرض، ويتذوقه من عاصر الوحي،