للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والذكاء شطارة وخديعة، والعقل وسيلة لابتكار الجنايات والإبداع في إرضاء الشهوات.

رأى الأمم قطعاناً من الغنم، ليس لها راع، والسياسة جمل هائج حبله على غاربه، والسلطان كسيف في يد سكران يجرح به نفسه، ويجرح به أولاده وإخوانه "١ ا.?.

وخلاصة القول في هذا، أنَّ جو العالم كله كان يموج بالإضطرابات الوحشية إلى حدّ كبير، وذلك على حدّ قول الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: "وإنَّ الله نظر إلى أهل الأرض فمقتهم، عربهم وعجمهم، إلاّ بقايا من أهل الكتاب.." ٢ الحديث.

وكان اعتماد الناس على وسائل الشر، أكثر من اعتمادهم على وسائل الخير، ونستطيع أن نقول إنّ الإنسان في تلك الفترة قد فقد عقيدته، ونظام حياته، حيث عم الفساد والانحطاط، وأصبح التطلع إلى المنقذ وإلى رسالة السماء، والخروج من ذلك الكابوس أمراً ضرورياً، ولعل ظاهرة "التحنف" أصدق دليل على هذا التطلع والترقب.


١ ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين ص: ٧٨-٧٩.
٢ رواه مسلم في صحيحه عن عياض المجاشعي ٤/٢١٩٧ كتاب الجنة وصفة نعيمها، باب الصفات التي يعرف بها في الدنيا أهل الجنة وأهل النار رقم: ٦٣.
وأحمد في المسند ٤/١٦٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>