للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال تعالى: {أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ} ١.

إلى غير ذلك من الآيات التي تفيد أن من أخلص الناس في العبادة وأكملهم إيماناً أخوفهم لله تعالى، وأشدهم له خشية.

والخوف الذي لا يجوز تعلقه بغير الله أصلاً، هو: خوف السر، وهو أن يخاف من غير الله أن يصيبه بما يشاء من مرض، أو فقر، أو قتل، ونحو ذلك بقدرته ومشيئته، سواء ادعى أن ذلك كرامة للمخلوق بالشفاعة، أو على سبيل الاستقلال، لأن هذا من لوازم الإلهية، فمن اتخذ مع الله نداً يخافه هذا الخوف؛ فهو مشرك٢.

أما الخوف الطبيعي كالخوف من عدو، وسبع، وهدم، وغرق، وحريق، ونحو ذلك هذا لا يذم٣.

ومن هذا القبيل خاف الرسل عليهم الصلاة والسلام، وهم أكمل الناس توحيداً، فهذا إبراهيم عليه السلام لما جاءته الملائكة بالبشارة في صورة الآدميين، وقدم لهم عجلاً ظاناً إنهم من البشر، ورأى أيديهم لا تمتد إلى الطعام، نكرهم وأوجس منهم خيفة، عند ذلك قالوا له: {لاَ


١ سورة الزمر آية: ٣٦.
٢ انظر: تيسير العزيز الحميد ص: ٤٨٤ بتصرف.
٣ المرجع السابق ص: ٤٨٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>