للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خِلاَفٍ ثُمَّ لأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ} ١.

وإما أنه ناتج عن الجهل والغلو في بعض الأشخاص، كما يفعل القبوريون نحو قبور الأنبياء والصالحين بعد موتهم، فعظموهم ونذروا لهم، ودعوهم لقضاء الحاجات، وتفريج الكربات.

يقول ابن القيم رحمه الله: "ومن أسباب عبادة الأصنام: الغلو في المخلوق، وإعطاؤه فوق منزلته، حتى جعلوا فيه حظ الإلهية، وشبهوه بالله سبحانه، وهذا هو التشبية الواقع في الأمم الذي أبطله الله سبحانه، وبعث رسله، وأنزل كتبه بإنكاره والردّ على أهله"٢.

ولما كانت دعوة القرآن الكريم حرباً على الشرك، وجعل الأمر كله لله تعالى، فلا قدسية لفرد ولا عبادة لإنسان مهما كانت منزلته حتى ولو كان نبياً من الأنبياء، فإننا نجد أن الله تعالى يأمر رسوله صلى الله عليه وسلم أن يبلغ الناس بأنه بشر كسائر البشر، يوحى إليه، قال تعالى: {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ} ٣.

وهو مع ذلك لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضراً، ولا يعلم الغيب، وإنما


١ سورة الأعراف الآيتان: ١٢٣-١٢٤.
٢ إغاثة اللهفان ٢/٢٢٦.
٣ سورة الكهف آية: ١١٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>