للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شيث يأتون جسد آدم في المغارة فيعظمونه ويترحمون عليه، فقال رجل من بني قابيل بن آدم: يا بني قابيل إن لبني شيث دواراً١ يدُورُون حوله ويعظمونه، وليس لكم شيء، فنحت لهم صنماً، فكان أول من عملها"٢.

فإن معنى هذا الخبر أن عهد بني آدم عليه السلام بالتوحيد لم يبق طويلاً، وأنهم لم يلبثوا أن غيرُوا بعد موته، والحق أنَّ هذا ليس صحيح، وغير معقول لما تقدم من أدلة، لا سيما وقد قال ابن عباس رضي الله عنهما: "كان بين آدم ونوح عشرة قرون على الإسلام"٣.

ومن هنا نجد أن تعظيم القبور والدعاء عندها، والتمسح بها، وتقبيلها هو من أسباب الشرك، وعبادة غير الله تعالى من الأصنام والأوثان.


١ يقال: دار يدور واستدار يستدير، بمعنى: إذا طاف حول الشيء، وإذا عاد إلى الموضع الذي ابتدأ منه.
لسان العرب لابن منظور ٤/٢٩٦، والنهاية لابن الأثير ٢/١٣٩.
٢ الأصنام لابن الكلبي ص: ٥٠-٥١.
وانظر: تلبيس إبليس لابن الجوزي ص: ٥٢-٥٣، وإغاثة اللهفان لابن القيم ٢/٢٠٥.
٣ تقدم تخريجه ص: ٥٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>