للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مناظرة إبراهيم للنمرود:

ولما سمع الملك الطاغية نمرود بن كنعان عن نجاة إبراهيم عليه السلام من النار، خشي على نفسه ومنصبه، فاستدعاه ليناقشه عن إلهه الذي يعبده، ويدعو الناس إلى عبادته، فأجابه إبراهيم عليه السلام بأن ربه الذي يحيي ويميت، ولكن النمرود أجاب بأنه هو كذلك يحيي ويميت، قال ابن قتادة وابن إسحاق والسدي وغيرهم: أنه كان يؤتى بالرجلين قد تحتم قتلهما، فيأمر بقتل أحدهما فيقتل، ويعفو عن الآخر فلا يقتل، فذلك معنى الإحياء والإماتة في نظره١.

قال ابن كثير: "والظاهر والله أعلم أنه ما أراد هذا، لأنه ليس جواباً لما قال إبراهيم، ولا في معناه، لأنه غير مانع لوجود الصانع، وإنما أراد أن يدعي لنفسه هذا المقام عناداً ومكابرة، ويوهم أنه الفاعل لذلك، وأنه هو الذي يحيي ويميت، كما اقتدى به فرعون في قوله: {مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرِي} ٢"٣.

ولما رأى إبراهيم عليه السلام حماقة الطاغية ومشابهته في الدليل،


١ تفسير ابن كثير ١/٣٢٥.
٢ سورة القصص الآية: ٣٨.
٣ تفسير ابن كثير ١/٣٢٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>