وعندما ذهب موسى عليه السلام لمناجاة ربه، استغل السامري فرصة غيابه، وأخذ من بعض حلي النساء وأذابها بالنار، وسبك منها جسداً على شكل عجل، إذا دخلته الريح تجعل له صوتاً كصوت البقر، وأمرهم بعبادته، وقد تصدى لهم هارون عليه السلام، وأفهمهم بأنهم فتنوا بهذا العمل، وأجهد نفسه عليه السلام في ردهم عن عبادة العجل، ولكنه لم يفلح؛ لإصرارهم على عبادته حتى يرجع إليهم موسى.
فلما أخبر الله تبارك وتعالى رسوله موسى عليه السلام بما فعله السامري، وما أضل به القوم عن دينهم، عاد موسى عليه السلام وهو في أشد حالات الغضب والأسف، ولام قومه على فعلهم، كما لام أخاه هارون عليه السلام على عدم لحوقه به لإخباره بما حدث، كما توجه باللوم الشديد للسامري على تسببه في إضلال الناس، وبين له بوحي من الله تعالى أن عاقبته في الحياة أن يقول:"لا مساس"، فكان يتألم من مس أي إنسان له، فإذا لقي إنساناً وخشي أن يمسه يقوله له:"لا مساس".