للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يبكيك يا أبا أحيحة، أمن الموت تبكي، ولا بدّ منه؟ قال: لا والله، ولكن أخاف أن لا تعبد العزى بعدي، قال أبو لهب: والله ما عبدت حياتك لأجلك، ولا تترك عبادتها بعدك لموتك، فقال أبو أحيحة: الآن علمت أنّ لي خليفة١.

وكان سدنة العزة بنو شيبان من بني سليم خلفاء بني هاشم، وكان آخر من سدنها دبيه بن حرمي السلمي، فلم تزل كذلك حتى بعث الله نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم، فعاب الأصنام، ونهاهم عن عبادتها، ونزل القرآن فيها، فاشتد ذلك على قريش، فلما كان يوم الفتح، دعا النبي صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد، فقال: انطلق إلى شجرة ببطن نخلة فاعضدها، فانطلق فقتل دبية.

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كانت العزى شيطانة تأتي ثلاث سمرات ببطن نخلة، فلما بعث النبي صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد قال له: أئت بطن نخلة، فإنك تجد ثلاث سمرات، فاعضد الأولى، فأتاها فعضدها فلما جاء إليه عليه الصلاة والسلام، فقال: هل رأيت شيئاً؟ قال: لا، قال: فاعضد الثانية، فعضدها، ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: هل رأيت شيئاً؟ قال: لا، قال: فاعضد الثالثة، فأتاها فإذ هو بخناسة، (بجيشة) نافشة شعرها، واضعة ثيابها على عاتقها، تصرف


١ الأصنام ص: ٢٣، ومعجم البلدان للحموي ٤/١١٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>