للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان لكفار قريش "إساف ونائلة"، على موضع زمزم، ينحرون ويذبحون عندهما تجاه الكعبة، وهما في الأصل كما يذكر ابن الكلبي وابن إسحاق: رجل وامرأة من جرهم، فجرا في الكعبة، أو أحدثا فيها فمسخا حجرين، ووضعا عند الكعبة ليتعظ الناس بهما، فلما طال مكثهما، وعبدت الأصنام، عبدا معها، وكان أحدهما بلصق الكعبة، والآخر في موضع زمزم، فنقلت قريش الذي كان بلصق الكعبة إلى الآخر١.

وفي رواية أنهما أخرجا إلى الصفا والمروة، فنصبا عليهما ليكونا عبرة وموعظة، فلما كان عمرو بن لحي نقلهم إلى الكعبة، ونصبهما على زمزم، فطاف الناس بالكعبة وبهما، حتى عُبِدا من دون الله٢.

ويذكر أن الطائف إذا طاف بالبيت كان يبدأ بإساف، ويستلمه، فإذا فرغ من طوافه ختم بنائلة فاستلمها، فكان ذلك.. حتى كسرهما رسول الله صلى الله عليه وسلم مع الأصنام يوم فتح مكة٣.

وأما صنم "ذي الخلصة" فكان صنم خثعم، وبجيلة، وباهلة، ودوس، وأزد السراة، ومن كان ببلادهم من العرب بتبالة، قال رجل منهم:


١ الأصنام ص: ٢٩، وأخبار مكة ١/١١٩، وسيرة ابن هشام ١/٨٢، والبداية والنهاية ٢/١٩١، وبلوغ الأرب ٢/٢٠٥-٢٠٦.
٢ الروض الأنف ١/١٠٥، وأخبار مكة ١/١٢٠، والبداية والنهاية ٢/١٨٥، ١٩١.
٣ أخبار مكة ١/١٢٠، وبلوغ الأرب ٢/٢٠٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>