وغير قلوبهم، وحقت عليهم كلمة العذاب، وأذاقهم الله جزاء ما صنعوا، قال تعالى:{فَلَمَّا عَتَوْاْ عَن مَّا نُهُواْ عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَن يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ} ١.
وعن حالة اليهود قبيل البعثة المحمدية:
يقول أبو الحسن الندوي: "أصبحت اليهودية -أي في القرن السادس الميلادي- مجموعة طقوس وتقاليد لا روح فيها ولا حياة، وهي -بصرف النظر عن ذلك- ديانة سُلالية، لا تحمل للعالم رسالة ولا للأمم دعوة، ولا للإنسانية رحمة، وقد أصيبت هذه الديانة في عقيدة كانت لها شعاراً بين الديانات والأمم، وكان فيها سر شرفها، وتفضيل بني إسرائيل على الأمم المعاصرة في الزمن القديم، وهي عقيدة التوحيد التي وصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب، فقد اقتبس اليهود كثيراً من عقائد الأمم التي جاوروها، أو وقعوا تحت سيطرتها، وكثيراً من عاداتها وتقاليدها الوثنية الجاهلية، وقد اعترف بذلك مؤرخو اليهود المنصفون، فقد جاء في دائرة المعارف اليهودية ما معناه:
(إن سخط الأنبياء وغضبهم على عبادة الأوثان، تدل على أن عبادة