ويقول أبو الحسن الندوي: "اتفقت كلمة المؤرخين في تاريخ الهند على أن أحط أدوارها ديانة وخلقاً واجتماعاً كان ذلك العهد الذي يبتدئ من مستهل القرن السادس الميلادي.. فقد شاركت الهند جاراتها وشقيقاتها في التدهور الخلقي والاجتماعي، الذي شمل الكرة الأرضية في هذه الحقبة من الزمن.. وقد بلغت الوثنية أوجها، ووصل عدد الآلهة إلى ٣٣٠ مليوناً، وقد أصبح كل شيء رائعاً، وكل شيء جذاباً، وكل مرفق من مرافق الحياة إلهاً يعبد.
وهكذا جاوزت الأصنام والتماثيل والآلهة الحصر، وأربت على العد، فمنها أشخاص تاريخية، وأبطال تمثل فيهم الله.. وجبال تجلى عليها بعض آلهتهم، ومعادن كالذهب والفضة تحمل سر الألوهية، وأنهار وآلات حرب، وآلات التناسل، وحيوانات أعظمها البقرة، والأجرام الفلكية، وغير ذلك.
وأصبحت الديانة نسيجاً من خرافات وأساطير، وأناشيد وعقائد، وعبادات ما أنزل الله بها من سلطان، ولم يستسغها العقل السليم في زمن من الأزمان.
وقد ارتفعت صناعة نحت التماثيل في هذا العهد، حتى فاق هذا العصر في ذلك العصور الماضية، وقد عكفت الطبقات كلها، وعكف أهل